قصة خبرية

أحمد ويزن ومؤيّد.. محاربون بالزيّ الأزرق

ت + ت - الحجم الطبيعي

في حين شكّلت جائحة «كورونا» تحدياً للعالم، وشلّت قواه، فإنها وضعت أمامنا كمّاً وافراً من الذخائر النفيسة، التي ترفض الانكفاء، وتصرّ حتى في ظل الكوارث والأزمات، على أن تبقى شعلة متوهجة بالنشاط، تُنير بنبضها ودفقها دروب الحياة. أحمد ويزن فطاير، ومؤيد أبو غضيب، ثلاثة شبّان في مقتبل العمر، من مدينة نابلس، أثبتوا خلال الجائحة، أن بإمكان الشباب أن يُصبحوا أرقاماً مؤثرة في مجتمعاتهم، فتطوّعوا ضمن فرق الهلال الأحمر الفلسطيني، لتقديم الخدمات الطبية للأطفال وكبار السن في منازلهم.

المتطوّعون الثلاثة، لا يملكون خبرة الأطباء، لكنهم يضاهون ذلك وربما يتفوّقون، بما يملكونه من تفاعل ملحوظ، وأنشطة ومبادرات، فراحوا يرسمون غدهم المشرق والوضَاء، وكلهم إيمان بأهمية التطوّع ودوره المؤثر في صياغة مواكب المحبة، وتمتين أواصر المودة بين الناس. وطبقاً لضابط المجموعة، أحمد فطاير، فإن الملامح الرئيسية لعملهم، تمثلت في عيادة المرضى الأطفال وكبار السن، ممن لا تسعفهم التدابير الإحترازية المفروضة من الوصول إلى العيادات والمراكز الطبية، أكان من أجل أخذ الحُقن اللازمة، أو الغيار على الجروح، وغيرها من الإسعافات، فضلاً عن تأهيل المرضى من الناحية النفسية، والتعريف بأهمية التقيّد بإجراءات الصحة والسلامة.

يقول فطاير لـ«البيان»: «شكلت جائحة كورونا، تحدياً من نوع آخر بالنسبة لنا، للتطوّع في الأزمات، وكنّا نواظب باستمرار على ارتداء الزيّ الأزرق، ومتأهبين في أي لحظة، للتعامل مع حالة جديدة، ربما نستطيع من خلالها مداواة جرح ما، وكانت هواتفنا النقالة لا تكف عن الرنين، نقدم الاستشارة لهذا، ونُطمئِن ذاك، وحتى جلساتنا العائلية أو فترات الاستراحة، كانت مهددة بالقطع برنّة هاتف، وعلى الرغم من ذلك كنّا نشعر براحة أكثر، بعد أداء مهامنا والقيام بواجبنا الإنساني».

ويقول أبو غضيب: «قلوبنا مثقلة بحكايات مؤلمة، لكن تعامُلنا معها في ظل الجائحة، عمّق إيماننا بأن تطوّعنا وحصادنا لم يقتصر فقط على الشأن الطبي، بل تعدى ذلك ليشمل جوانب أخرى، كالمساعدات الإنسانية، التي هي حجر الرّحى في الأوبئة والكوارث، فكنا في بعض الأحيان ندفع ثمن الدواء لبعض المرضى، ممن لا يملكونه، وأحياناً نوفر الطرود الغذائية لبعض الأسر». أما يزن، فأضاف، أنه وفريقه خرجوا بغلّة وفيرة، تتمثل في حبّ الناس، الذي سيظل خالداً حتى بعد أن تضع الجائحة أوزارها.

Email