مسبار الأمل.. قفزة للأمام وفرصة لطلاب الفلك

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكل الحدث التاريخي بإطلاق دولة الإمارات العربية المتحدة لمسبار الأمل نظرة للأمام وفرصة عظيمة لطلاب الفلك وعلوم الفضاء لا سيما العرب في الحصول على دعم متزايد وفرص عمل في بيئة عربية، وهو الأمر الذي لم يكن موجوداً خلال فترة وضع حجر الأساس الأول في علوم الفضاء بالعصر الحديث، والذي كان حكراً على روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وعدد محدود من الدول.

ولا يخفى على أحد ما تقوم به دولة الإمارات منذ سنوات من تركيز واهتمام بعلوم الفلك والفضاء، فوجود وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء وإطلاق العديد من المشاريع الفضائية المهمة كلها كانت خطوات مهّدت للوصول إلى مشروع مسبار الأمل.

يقول الرئيس الأسبق للجمعية الفلكية الأردنية والباحث في المركز الإقليمي لتدريس علوم الفضاء حنا صابات لـ«البيان»: إن مسبار الأمل سيحسن من فهمنا لتغيرات الحالة الجوية والطقس اليومي والموسمي للغلاف الجوي للمريخ معتبراً خطوة الإمارات طموحة وتعكس وجود بحث علمي في الإمارات.

ويرى أن مسبار الأمل سيحفز الشباب للتوجه بشكل أكبر لدراسة المجالات العلمية والرياضيات وهي اختصاصات مهمة من أجل بناء اقتصاد معرفي وإنتاجي يعود بالأرباح، فالدول التي تضع نصب أعينها أهدافاً كبرى فإنها تخطو سريعاً نحو التقدم والرفاه العلمي والاقتصادي.

ويضيف أن التخطيط لإطلاق مسبار الأمل ليس سهلاً، بدليل أن من يملكون مسابر توجهت للمريخ فقط عدد محدود من الدول الكبرى وهي الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والاتحاد الأوروبي واليابان، وحالياً انضمت الإمارات لنادي الكبار بمشروعها مسبار الأمل.

رسالة أمل

وتقول الباحثة في علوم الفيزياء ومؤسسة مشروع الفلك وعلوم الفضاء لدعم الطلاب العرب أفنان الأستاذ لـ«البيان» إن مشروع مسبار الأمل يعد رسالة أمل بمستقبل مزدهر لكل الشباب العربي الطموح لأنه يحمل تطلعات الشعوب العربية الفخورة بهذا المشروع الإماراتي الذي وضعها ضمن تسع دول على مستوى العالم الساعية لاستكشاف المريخ.

وتؤكد أفنان الأستاذ الحاصلة على ماجستير الفيزياء من جامعة ليدر في بريطانيا أن «دخول دولة الإمارات رسمياً في السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي ووجود وكالة فضاء عربية يعكس توفر قيادة حكيمة وداعمة ومؤمنة بالشباب وقدراتها بدليل أن 90 % من طاقم عمل فريق مسبار الأمل تقل أعمارهم عن 35 عاماً».

أما عيسى حمزة المهندس في مختبر ياسات للفضاء فقال لـ«البيان» إن الدول التي تنظر للأمام تعرف أن الفضاء هو مستقبل الدول التي تريد أن تنهض علمياً، مؤكداً أن دولة الإمارات واعية لهذا الموضوع، حيث سخّرت الإمكانيات والموارد المهمة لمجال الفضاء.

وأضاف أن وجود وكالة فضاء عربية يحقق خطوة مهمة لأي حالم في هذا المجال لأنه سيعطي أمل مشاركة طلاب مجال الفلك في الصناعات المستقبلية لمراكب الفضاء وفي بيئة عربية لم تكن متوفرة سابقاً.

وعبرت الطالبة المتخصصة في هندسة أجهزة الاستشعار عن بعد، في الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب، رغد الرنتيسي، عن سعادتها واعتزازها بقرار دولة الإمارات، إرسال مسبار الأمل إلى المريخ، لدراسة الأحوال الجوية والمناخية على الكوكب الأحمر، ورأت في ذلك خطوة جريئة وبالغة الأهمية، للشباب العربي، على طريق تطوير الأبحاث العلمية التطبيقية، التي تعتمد على الكفاءات الإماراتية.

واعتبرت أن دخول دولة الإمارات مجال السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، يعتبر إنجازاً عروبياً وواعداً، يعزز الإنجاز الذي حققته الدولة بإرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى الفضاء، في ديسمبر من العام الماضي، ويكرس سياسة الإمارات في الاهتمام بالأبحاث العلمية والمعرفة، لتحقيق مهمة تقديم النفع للبشرية بأسرها.

دعم لاتجاهين

اعتبرت أفنان الأستاذ أن مسبار الأمل يدعم اتجاهين وهما البحث العلمي والقطاع الصناعي، حيث يؤكد المشروع أهمية البحث العلمي وتبادل المعرفة والانفتاح على دول العالم.

وبالتالي هو جسر علمي يربط كل شخص مهتم بمجال الفضاء كطالب أو شاب عربي مع العالم والمجتمع الدولي، وأيضاً هو خطوة تجاه توطين صناعات فضائية في المستقبل وتوفير فرص عمل في القطاع الصناعي كما يؤسس لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة.

Email