«كورونا» كشفت أزمة النظام الصحي في العراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

جائحة «كورونا» قفزت بهموم العراقيين إلى مستويات مقلقة، وأضافت إلى مشكلاته الكثيرة مشكلة أشدّ تعقيداً، وكشفت أزمة النظام الصحي في البلاد. فالكوادر الطبية تعاني من جائحة «كورونا» في ظل حماية ضعيفة تسببت بفقدان عدد منهم حياتهم القيمة، وإصابة المئات بينهم بالفيروس، وفقاً لوكالة «سبوتنيك» الروسية. إعلان وزير الصحة حسن التميمي، أول أمس، خلال افتتاح مستشفى في كربلاء تأخر 11 عاماً، يؤشر إلى مشكلة قائمة في بلد سجّل خلال الـ 24 ساعة الماضية 100 وفاة بـ «كورونا».

منذ اليوم الأول لظهور الإصابات بالفيروس في مارس الماضي، دخل الأطباء وباقي الكوادر الطبية في العراق في حالة إنذار قصوى وعمل على مدار 24 ساعة.

المتحدث باسم نقابة الأطباء العراقيين، جاسم العزاوي، يقول لـ «سبوتنيك»، إن الأطباء الذين أصيبوا بالفيروس منذ بداية الجائحة قاربت أعدادهم الـ 800، مع 15 حالة وفاة حتى الآن في عموم البلاد، بما فيها إقليم كردستان. ويؤكد عدم وجود سبل حماية بشكل كامل للأطباء. ويضيف إن الحماية المتوفرة للأطباء نسبتها تتراوح ما بين 70-60%، بينما المفترض أن لا تقل عن 90%.

مشكلات متراكمة

ما قاله رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي حول أن سوء التخطيط وتدهور النظام الصحي، كنتيجة مباشرة لسوء الإدارة المتراكم، زاد من أثّر الجائحة ووطأتها على العراقيين يعكس حقيقة أن المشكلات في النظام الصحي متراكمة منذ ما قبل الجائحة. أما عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، علي البياتي، فيقول إن أزمة الأوكسجين مؤشر خطير جداً على عظم المأساة التي يعيشها العراقيون وبخاصة المصابين بفيروس «كورونا».

وارتفعت أصوات الكثير من العراقيين تطالب بوضع حد لما يجري لأن حياة العراقيين في خطر، وهم يودعون أحبتهم ليسكنوا في المقابر في حين «سرّاق الأوكسجين يتنعمون غير آبهين بحياة الناس ولا العقاب الرباني»، كما يقول الكاتب تركي حمود لموقع «المعلومة» الإخباري.

ويضيف إن معظم المصابين الذين باتوا يقضون علاجهم في بيوتهم لأنها أكثر أماناً على أرواحهم ومن بينهم حتى أطباء، ما يعني بنظر حمود أن الأزمة لم يعد يكفي معها تشكيل اللجان، لأن أعداد الموتى المتزايد «خير شاهد على حجم المصيبة».

وفي سياق مشابه، تؤكد عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية سهام الموسوي، وجود تخبّط في القرارات التي أصدرتها اللجنة العليا للصحة والسلامة، وترى أن الحكومة لا تمتلك رؤية علمية لمواجهة الجائحة. وينقل عنها موقع «بغداد بوست» الإخباري القول إن «اللجنة العليا للصحة والسلامة تفتقر للرؤية العلمية والمهنية لإدارة أزمة كورونا»، ما يعني أن العراقيين وهم ينتظرون الحلول سيبقون تحت رحمة فيروس لا يرحم.

Email