انقسام العراقيين جسر لأطماع تركيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواصل تركيا شنَّ اعتداءات داخل الأراضي العراقية، ولا تخفي أطماعها بهذا البلد، كما غيره، وتمعن في انتهاكها سيادة العراق، عبر الغارات، والتباهي بنشر خريطة لمواقعها العسكرية شمال شرقي إقليم كردستان العراقي.

الأمر الذي تؤكد بغداد على رفضها له. فوزارة الخارجية العراقية، استدعت لمرتين متتاليتين، سفير تركيا، فاتح يلدز، وسلمته مذكرتَي احتجاج، وحمَّلت أنقرة مسؤولية الأرواح التي أزهقت، محذرةً من أن العراق لديه الحق في حماية أراضيه، إذا واصلت تركيا اعتداءاتها. فهل من خيارات تملكها بغداد، إزاء هذه الاعتداءات المتكرّرة، في ظل انقسامات العراقيين، وحال الضعف التي يبدو عليها البلد؟.

الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، قال في بيان صحافي اليوم، إن «القوانين الدولية، تكفل للعراق حق الرد، وإمكانية اللجوء إلى مجلس الأمن والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وكذلك الارتكان إلى ورقة التبادل التجاري، التي تزيد على 16 مليار دولار سنوياً لصالح تركيا، ووجود عشرات الشركات التركية المقيمة في العراق».

خريطة مواقع

وفي خطوة تعكس حالت التباهي باستهداف العراق، نشرت أنقرة قبل بضعة أيام، خريطة لمواقع انتشار جيشها في شمالي العراق، الأمر الذي يتناقض مع الطرح المعلن لتركيا، الذي يؤكد على وحدة الأراضي العراقية، كما تقول أحزاب تركيا معارضة، انتقدت نشر الخريطة، والتي تظهر وجود 37 موقعاً عسكرياً تركياً، ضمن حدود شمال شرقي إقليم كردستان العراق، وبعمق يصل في بعض المناطق إلى 40 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية.

كما أقام الجيش التركي حزاماً عسكرياً على طول شمالي العراق، بعمق بين عشرين وأربعين كيلومتراً. وتظهر الخريطة، نشر تركيا وحدات عسكرية بالقرب من عاصمة الإقليم أربيل، وكذلك بالقرب من مدن زاخو ودهوك وبعشيقة.

تجاوزات مستمرة

النائبة الكردية، يسرى رجب، رئيسة كتلة الجيل الجديد في البرلمان العراقي، تقول إن العراق ملتزم طيلة السنوات الماضية، بالمادة الثامنة من الدستور العراقي لعام 2005، والتي تنص على أن العراق يراعي مبدأ حسن الجوار، ويلتزم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار، ويسعى لحل النزاعات بالوسائل السلمية، ولكن للأسف، تركيا تتجاوز، وبصورة مستمرة، على سيادة العراق جواً وبراً، حسبما نقل موقع «كيوبوست» عن النائبة العراقية.

أما الخبير في الشأن السياسي العراقي، هلال العبيدي، فقال لـ «كيوبوست»، إن هذه الاعتداءات سببها الضعف والوهن اللذين يمر بهما العراق حالياً، واشتداد الأزمات الاقتصادية والسياسية والصحية عليه، وتشتت الجهد العراقي بين الإقليم والمركز، والانقسامات، وعدم وحدة الموقف إزاء هذه التهديدات الخارجية لتركيا.

Email