تقارير « البيان »

«الغذاء المتنقل» مبادرة لمحاربة الجوع في أمريكا

ت + ت - الحجم الطبيعي

ربما لا يتصور البعض أن هناك من يحتاج لمساعدات غذائية في الولايات المتحدة، صاحبة أكبر اقتصاد في العالم، والتي تملك احتياطات بجميع القطاعات، لكن تداعيات جائحة «كورونا» غيرت، ولا تزال تغير، الكثير من المفاهيم.

وليس الحديث هنا عن فقراء وجوعى دول فقيرة، كسكان بعض الدول الأفريقية مثلاً، لكن عن ولايات أمريكية تشهد مشكلات متنامية من «انعدام الأمن الغذائي»، وهو ما دفع بعض منظمات الإغاثة لتنظيم حملات لـ«محاربة الجوع».

سكان ولاية مينيسوتا من بين الذين شعروا بتزايد وطأة أزمة انعدام الأمن الغذائي، في ظل الجائحة العالمية، فقرروا ابتكار أسلوب لـ«التكافل الاجتماعي»، من خلال «رفوف طعام متنقلة» مجانية، تنظمها مجموعات إغاثة، تقوم بتوزيع المواد الغذائية لتسهيل الوصول إلى المحتاجين.

في بلدة سليبي آي، وهي بلدة صغيرة يقل عدد سكانها عن أربعة آلاف شخص في الجزء الجنوبي بمينيسوتا، يتعرض الكثيرون لخطر الجوع نتيجة وباء (كوفيد 19)، ولضعف الموارد والإمكانات المادية في البلدة.

إجراء طارئ

هذا ما دفع منظمات الإغاثة من الجوع في الولاية، للتحرك بصورة عاجلة، حيث حضرت قبل أيام مقطورتان مبردتان لموقف السيارات في البلدة، وقام المتطوعون بتوزيع 37 ألف عبوة من المنتجات الطازجة ومنتجات الألبان واللحوم لنحو 550 عائلة في أقل من ثلاث ساعات. كان هذا أول إجراء طارئ لتوزيع الطعام لدى السكان، نظمه بنك «سكاند هارفست هارتلاند» أحد أكبر بنوك الطعام في البلدة، بعد التأكد من أن مئات الأطفال في سليبي آي عرضة لخطر الجوع.

تقول ساندرا بيتو، من مسؤولي المبادرة: «لم تكن هناك قيود على تقديم هذه المساعدات، بغض النظر عن دخل الأشخاص أو مستواهم الاجتماعي، فكل من يشعر بحاجته للمساعدة مدعو للحضور». بدورهم يرى المدافعون عن حقوق التغذية للأسر أن التداعيات الاقتصادية لـ«كورونا» أضرت بالأمن الغذائي للأمريكيين، بسبب نقص الموارد، وليست بلدة سليبي آي هي الوحيدة، التي يعاني سكانها من زيادة معدلات الجوع.

وتوجد في مينيسوتا سبعة بنوك طعام كبيرة و350 رفاً صغيراً لتقديم المواد الغذائية، لإتاحة الطعام وتوصيله مجاناً لكبار السن أو العاطلين أو المنعزلين في مناطقهم. وتقول جيسون فيانا، المدير التنفيذي للمجموعة لمنظمة هنجر سوليوشنز، وهي منظمة كبيرة للإغاثة من الجوع في مينيسوتا «الغذاء المتنقل هو استراتيجية طورناها، بسبب تزايد معدلات الفقر خصوصاً في الضواحي، ونحاول إدخال الطعام للمناطق الأكثر احتياجاً».

 

Email