قصف «الوطية».. رسالة ليبية تحذيرية لأردوغان

الجيش الليبي يحبط كل مخططات أردوغان | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد ساعات من مغادرة وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، ورئيس الأركان يشار غولر، العاصمة الليبية طرابلس نحو مالطا، كانت هناك رسالة مضمونة الوصول، قد وجهت إلى أردوغان، من الغرب الليبي بالذات، حيث اعتقد أنه حقق أهدافه ببسط نفوذه، وإعلان وصايته على تلك المنطقة، ففي ساعات متأخرة من ليلة السبت الأحد، شن الطيران الحربي للجيش الوطني، تسع غارات متتالية على قاعدة الوطية المتاخمة للحدود مع تونس، ما أدى إلى تدمير كامل لمنظومة الدفاع الجوي التي نصبها الأتراك هناك.

وقالت مصادر محلية من مدينة الجميل القريبة من القاعدة لـ «البيان»، إن القصف الجوي المتلاحق، تسبب في انفجارات داخل وحول القاعدة، وصل صداها إلى المدن المجاورة، كما ارتفعت ألسنة اللهب في أكثر من مكان، ولوحظ بعد ذلك انطلاق سيارات الإسعاف إلى القاعدة، لنقل مصابين إلى العاصمة طرابلس ومدينة زوارة.

تدمير

وقد نتج عن القصف، تدمير منظومات «إم آي إم - 23» هوك الأمريكية للدفاع الجوي، ومنظومة كورال التركية للتشويش الإلكتروني، التي تم تثبيتها الخميس الماضي بقاعدة الوطية، بعد سيطرة مرتزقة أردوغان عليها، وتم إعلام وزير الدفاع التركي والوفد المرافق له، بأنها جاهزة للتشغيل، كإعلان عن تحول القاعدة إلى السيادة التركية.

كما استهدف القصف استراحة «النداب»، القريبة من القاعدة، والتي يتخذها الضباط الأتراك مقراً لإقامتهم، وتحدثت مصادر طبية عن سقوط عدد من القتلى والجرحى من الأتراك والمرتزقة الأجانب، وعناصر من ميليشيات محلية.

وقال مصدر مسؤول بغرفة عمليات القوات الجوية بالقيادة العامة: «ضربات جوية تستهدف رادارات ومنظومات دفاع جوي طراز «هوك»، ومنظومة «كورال» للتشويش، ثبتتها القوات التركية الخميس في القسم الغربي من قاعدة عقبة بن نافع الجوية بالوطية».

سيطرة

وكانت ميليشيات حكومة الوفاق، المدعومة من مرتزقة أردوغان، أعلنت سيطرتها على القاعدة الجوية الاستراتيجية يوم 18 مايو الماضي، بعد انسحاب كامل لقوات الجيش الوطني منها.

والأسبوع الماضي، أعلن عن نشر الجيش التركي منظومة دفاع جوي من طراز هوك في قاعدة الوطية، وقالت وسائل إعلام تركية رسمية، إن أنقرة تعمل على إنشاء قاعدة جوية وأخرى بحرية في ليبيا، ومن أجل ذلك، قامت بتركيب منظومة الدفاع الجوي في قاعدة الوطية.

رسالة

ويرى المراقبون أن قصف القاعدة الاستراتيجية بغربي ليبيا، يعتبر رسالة مضمونة الوصول إلى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بأنه لن يحقق أهدافه في ليبيا، ولن يطيب له المقام في غربيها، رغم الاتفاقيات التي أبرمها مع حكومة السراج.

ويضيف المراقبون أن سلاح الجو التابع للقوات المسلحة، ما كان لينفذ غاراته على القاعدة، إلا بقرار حاسم من القيادة العامة، يحظى بدعم إقليمي ودولي، بعد استفزازات أردوغان للشعب الليبي ودول المنطقة، وزعم وزير دفاعه، أول من أمس، السبت، أن قواته باقية في ليبيا إلى الأبد، مشيرين إلى أن تدمير منظومتي الدفاع الجوي والتشويش الإلكتروني بالقاعدة، أثبت أن لدى الجيش إمكانات الرصد والتتبع والتشويش المضاد.

وسخر المحلل السياسي الليبي، علي أوحيدة، من صمت الإعلام التركي، إزاء الدرس الذي تم تلقينه لجنود أردوغان في الوطية، مؤكداً أن الجيش الليبي قام بضرب الأتراك في القاعدة، وبعض الليبيين قاموا بعلاجهم.

وردّ ناشطو ليبيا صمت الإعلام التركي على خسائر بلاده في قاعدة الوطية، إلى قرار رسمي بمنع الحديث عن ذلك، تم إصداره منذ مدة، وتعرض صحافيون لم يمتثلوا له، للسجن والاعتقال.

Email