القبائل حاضنة اجتماعية للجيش وصمام أمان لوحدة ليبيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

القبائل حاضنة اجتماعية رئيسة ومؤثرة في المجتمع الليبي، يُعول عليها في المساهمة بشكل مباشر في استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، كونها ورقة رابحة في الصراع الدائر حالياً، وفي مواجهة «الغزو التركي» بما يحمله من أطماع مختلفة.

وإيماناً بدور القبائل الليبية المؤثر، كان الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، قال في 20 يونيو الماضي، خلال تفقده الوحدات المقاتلة للقوات الجوية بالمنطقة الغربية العسكرية، إنه لن يدافع عن ليبيا إلا أهلها.

وأعلن المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا، على لسان رئيسه محمد المصباحي، الاثنين الماضي، عن استعداد القبائل لـ«صد الهجوم التركي»، وأن أبناء القبائل يقاتلون بصفوف الجيش الليبي، حال تجاوزت تركيا الخط الأحمر الممثل في سرت والجفرة.

وقال المحلل السياسي الليبي أستاذ القانون الدولي، د.محمد الزبيدي لـ«البيان» إن ليبيا باعتبارها مجتمعاً قبلياً، للقبيلة فيه دور كبير، اجتماعياً وسياسياً، وفي مختلف مناحي الحياة، وجميع الليبيين ذوو أصول قبلية، وللقبيلة صوت مسموع ومؤثر، بما يمكن من التعويل عليها في القيام بدور مؤثر في الأزمة الحالية.

موقف الغالبية

ولفت الزبيدي، إلى موقف غالبية القبائل الكبيرة في ليبيا المؤيد لأمن واستقرار البلد والمناوئ للتدخلات التركية، والمؤيد للموقف المصري وإعلان القاهرة، وهو ما ظهر بقوة من خلال رسائل التأييد القبلية والشعبية لخطاب السيسي، الأخير، الذي رسم فيه الخطوط الحمراء (سرت والجفرة) وعبّر فيه عن استعداده لتجهيز القبائل الليبية، وعبر عن احترامه وتقديره لدور القبائل المؤثر والمهم.

وشدد على أن القبائل الليبية تدرك أهمية الدور المصري، في الوقت الذي لا تحظى فيه التدخلات التركية بأية حاضنة شعبية، لا سيما أن تلك الأخيرة ينطلق تدخلها في الشأن الليبي من أطماع خاصة، بينما مصر هدفها واضح وصريح في دعم الأمن والاستقرار، مشيراً إلى الموقف السياسي المهم، الذي عبرت عنه القبائل الليبية بوقفات داعمة لإعلان القاهرة وخطاب السيسي، وبيانات مؤكدة على ذلك.

أدوار حاسمة

ومن هنا تبزغ أهمية دور القبائل الليبية في مواجهة «الغزو التركي»، الذي استقدمته ميليشيات الوفاق، وهو ما ظهر بوضوح من خلال بيانات الدعم والتأييد للجيش الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، وسط نذر أدوار حاسمة للقبائل في المرحلة المقبلة، على وقع التعويل عليها في لم الشمل وتطبيق العرف والمساهمة في أمن واستقرار ليبيا. بدوره، قال السياسي الليبي، محمد العباني، إن «القبائل الليبية هي حاضنة اجتماعية، ويحترمها الجميع»، موضحاً أنه «يمكن في هذه المرحلة مساعدتها في لم الشمل وتطبيق العرف».

التسوية السياسية

أكدت الولايات المتحدة في بيان لوزارة خارجيتها أمس، مجدداً رفضها جميع التدخلات الخارجية في ليبيا، مشددة على ضرورة تسوية الأزمة عبر المسار السياسي، كما أكدت فرنسا هي الأخرى رفضها التدخل الأجنبي في ليبيا بجميع أنواعه وبمختلف مصادره. ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، إلى الإسراع في التوصل إلى وقف إطلاق النار في ليبيا، معرباً عن قلقه من الوضع المتوتر حالياً في البلاد.

وفي اتصال هاتفي مع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، عبر لودريان عن قلق بلاده من الوضع المتوتر الحالي في ليبيا، مؤكداً أن جهود فرنسا تستهدف تحقيق الاستقرار في ليبيا.(عواصم - وكالات)

Email