« البيان » تكشف أوضاع الغرب الليبي

احتراب وشيك بين ميليشيات طرابلس.. و«داعش» يلتقط الأنفاس

عناصر من الجيش الوطني الليبي خلال تعزيزات عسكرية في إحدى جبهات القتال | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بات من المعتاد سماع لهجات مختلفة لمسلحين يرتدون بزات عسكرية، في أسواق ومقاهي طرابلس، فيما تعج العاصمة الليبية وضواحيها بآلاف المرتزقة الأتراك، القادمين من شمالي سوريا إلى الغرب الليبي، للقتال إلى جوار ميليشيات حكومة الوفاق. تكشف الإحصاءات الرسمية، عن أكثر من 18 ألف مرتزق ينتمون لكتائب موالية لأنقرة في إدلب وريف حلب المحتل من قبل تركيا، إلّا أنّ ما تمّ السكوت عنه، أنّ هذا الرقم لا يشمل من تمّ استجلابهم من إدلب وريف حلب، وليسوا من السوريين، بل مسلحون من بلدان عدة دخلوا سوريا، خلال السنوات، للقتال في صفوف الجماعات الإرهابية.

بينما عادت موجة التصفيات بين عناصر الميليشيات في طرابلس خلال الأسبوع الماضي، إذ تمت تصفية ستة مسلحين في طرابلس وحدها، فيما نقلت مصادر مطلعة، أنّ الأيام القادمة، ستشهد المزيد من التصفيات، بعد إعداد لوائح بأسماء العشرات ممن تقرر التخلص منهم، تصفية للحسابات، في نهج بات شائعاً في صفوف المسلحين.

وانسحب الجيش الوطني من ضواحي طرابلس، لتمكين النازحين من العودة لديارهم في مناطق مثل عين زارة وقصر بن غشير وصلاح الدين والهضبة، إلّا أنّ العائدين فوجئوا باحتلال المرتزقة الأتراك لمنازلهم.

ويقول أحد العائدين إلى منطقة الهضبة: «عندما عدت لمنزلي، وجدت كل شيء فيه قد انقلب رأساً على عقب، مسلحون يلعبون الورق، ويدخنون في فنائه، عندما قلت لهم هذا منزلي، أجابوني بلهجة غريبة، أنهم يقيمون فيه بموافقة المسؤولين، وعندما دعوتهم لمغادرته، رفعوا السلاح في وجهي».

ويروي ليبيٌ آخر، كيف أنّه اضطر للنزوح من منزله في طريق المطار قبل أكثر من ستة أشهر، ولجأ وأسرته إلى أقارب في مدينة الزواية، ليعود بعد وقف المعارك، ويجد أنّ مرتزقة متعددي الجنسيات قد احتلوا منزله، وهددوه بالقتل إذا لم يغادر.

نذر حرب

ويرى مراقبون، أن نذر حرب طاحنة بين الميليشيات، تلوح في الأفق، وبقوة، لا سيّما مع اتجاه حكومة الوفاق لحل ميليشيات دون أخرى، الأمر الذي يرى فيه مسلحون من طرابلس والزاوية وبعض المدن الأخرى، محاولة لتغليب ميليشيات مصراتة، التي تسعى، بالتعاون مع المرتزقة الأتراك، لبسط نفوذها على العاصمة. وأوضح المراقبون أنّ ميليشيات مصراتة المدعومة بمسلحين من طرابلس، ومرتزقة أتراك، تتأهّب للهجوم على مدينة الزاوية، للقضاء على ميليشيات محلية، تسيطر منذ سنوات على مصفاة النفط في المدينة.

خطر داعشي

وفي خضم هذا الواقع المعقّد، يطل خطر تنظيم داعش من جديد، إذ يسعى التنظيم الإرهابي إلى تكريس حضوره غربي ليبيا، لا سيّما في منطقة صبراتة غرب طرابلس، حيث احتل مسلحوه من جديد معسكر البراعم والمنتجع السياسي، ورفعوا راياتهم. وكشف النائب على التكبالي عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي، عن أنّ الدواعش موجودون في كل مدن الغرب الليبي، وعلى رأسها طرابلس، ويستعدون لإعلان قريب عن سيطرتهم، لافتاً إلى أنّهم يتدربون حالياً في معسكر البراعم في صبراتة. بدورهم، أكّد سكان محليون، أن مسلحي داعش من جنسيات مختلفة، يعيدون جمع شتاتهم في غربي البلاد، ومنهم من نقلهم النظام التركي من شمالي سوريا إلى الأراضي الليبية، والتحق بهم عناصر من فلول التنظيم في ليبيا، ممن كانوا يقاتلون مع ميليشيات الوفاق، أو ممن كانوا هائمين على وجوههم في الصحراء، بعد طردهم من شرقي البلاد وسرت.

ضوء أخضر

ولاحظ كثيرون تحرّك مسلحي تنظيم داعش بحرية بين مدن الساحل الغربي، مثل الزاوية وصرمان وصبراتة وزوارة، ومناطق الجبل الغربي، والعاصمة طرابلس، ما فسره البعض بوجود ضوء أخضر تركي، لتكريس نشاط التنظيم الإرهابي في غربي ليبيا. ويلفت مراقبون إلى أنّ هذا الوضع بات يشكّل خطراً داهماً على دول الجوار، إلى جانب الخطر على الدول الأوروبية، التي بدأت وسائل إعلامها تتطرق لمخاطر الإرهاب المتمركز في غربي ليبيا على أمنها واستقرارها.

Email