الكاظمي يرسم ملامح عراق أكبر من «الميليشيات»

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان مشهد ظهور مجموعة من الشباب في العراق وهم يؤدون أغنية «فوت بيها وعالزلم خليها» لرئيس الحكومة الجديد، مصطفى الكاظمي، لحضه على ضرب الجماعات المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة واحدة من مظاهر القبول الشعبي لخطوات الكاظمي في تصحيح مسار الدولة العراقية بعيداً عن الوقوع تحت هيمنة الميليشيات الخارجة عن القانون.

وحظيت خطوة الكاظمي بالتصدي للميليشيات الموالية لإيران والقبض على 14 عنصراً من كتائب حزب الله العراقي تورطوا في تنفيذ هجمات صاروخية ضد المصالح الأمريكية بإشادة شعبية، فيما رأت صحيفة «فايننشيل تايمز» أن المداهمة اختبار مبكّر لقدرة رئيس الوزراء العراقي على مواجهة المسلحين الذين تدعمهم طهران وطلقة في جبين الميليشيات المرتبطة بها، التي أضعفت الدولة العراقية.

وقدم الكاظمي صورة متميزة عمن سبقوه من رؤساء حكومات. فقد منح الأولوية للاستماع إلى مطالب المتظاهرين والفئات الشعبية الساخطة على الحكومة، ما كان له أثر إيجابي في تخفيف حدة الاستقطاب الداخلي، وإعادة الشرائح المهمشة للعمل السياسي.

تعهّد رئيس الوزراء العراقي بالمضي قدماً في إجراء إصلاحات مالية واقتصادية رغم محاولات التشويش. وقال الكاظمي: «من المهم أن تتحول الإيرادات النفطية إلى مشاريع تنموية، ونعمل على تشكيل صندوق الاستثمار للأجيال المقبلة».

واعتبر أن «الاعتماد الكلي وبـ95 في المئة من الموازنة على الإيرادات النفطية دليل فشل السياسات السابقة»، لافتاً إلى أن حكومته تعمل لتعظيم الإيرادات الأخرى.

ويعمل رئيس الوزراء العراقي على أكثر من جبهة، حيث تعهد بتنفيذ حملة لاستعادة السيطرة على المنافذ الحدودية في البلاد، وإعادة الاعتبار لها، إعادة هيبة الدولة العراقية بتجفيف منابع الإرهاب.

كما نالت الحكومة العراقية برئاسة الكاظمي ترحيباً عربياً واسعاً، حيث وجّه أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط رسالة تهنئة إلى الكاظمي أكد فيها استمرار الجامعة العربية في دعم العراق واستعدادها للتعاون مع الحكومة الجديدة في كل ما من شأنه أن يحفظ للعراق وحدته واستقراره، ويمكنه من النهوض من الوضع الصعب الذي يمر به في الفترة الأخيرة.

Email