تظاهرات جديدة احتجاجاً على تردي الوضع الاقتصادي

«حوار بعبدا»..غياب يؤزّم المشهد اللبناني

لبنانيون يرفعون شعارات مناهضة للحكومة خلال تظاهرة على الطريق المؤدي إلى القصر الرئاسي | إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن نصيب جلسة الحوار الوطني بقصر بعبدا في بيروت، التي كان عنوانها الأبرز: «تحصين السلْم الأهلي»، سوى المقاطعة، إذ لم يرتّب أحد من المعارضة أولوياته للمشاركة في تأمين الغطاء للسلطة الحاكمة للمضي في مشروعها.

أكمل رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، عقد المقاطعين، بعد رؤساء الحكومات السابقين و«الكتائب» ورئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، إذ أعلن عدم المشاركة في اجتماع هدفه ذر الرماد في العيون، بحسب المقاطعين.

عانى «حوار بعبدا» جراء المقاطعة، نصاباً سياسياً مبتوراً، وتحوّل إلى ما يشبه حواراً من طرف واحد، وكان في ذلك نعي مسبق لما صدر عنه. بدت صورة الحضور والغياب كافية لإظهار المأزق الذي أوقع الحكم مبادرته فيه، إذ لم تحُل المقاطعة الواسعة دون المضيّ في عقد لقاء لم تنطبق عليه مواصفات اللقاء الحواري.

فيما تعدّدت أسباب الغائبين بين من أعلن عدم المشاركة في اجتماع بلا أفق، ومن اعتذر عن الحضور متمنياً للحاضرين التوفيق، ومن قاطع باعتبار الاجتماع لا يتعدّى محاولة تحميل الآخرين فشل السلطة، مثل جعجع الذي لم يكتفِ بالمقاطعة بل رفع السقف مطالباً برحيل كل المجموعة الحاكمة.

السلم الأهلي

افتتح الرئيس ميشال عون الحوار بكلمة خليط من الوجداني والوطني والاقتصادي والسياسي، وتعداد المخاطر والتحديات، فيما خلاصة كلمته: «كلّنا في مركب واحد، وكلّنا مسؤولون، وواجبنا إنقاذ لبنان من الغرق». ولم ينس عون أن يشير إلى أنّ السلْم الأهلي خطّ أحمر، وأنّ على الجميع الوقوف صفاً واحداً في مواجهة الفتنة وتحصين السلْم الأهلي.

وعكس البيان الختامي، استشعار المجتمعين لخطورة الأزمة، وحرصهم على السلم الأهلي وتأكيدهم على بناء مظلّة أمان تقي البلاد العواصف الداخلية والخارجية. كما أكّد عون في وقت لاحق أن الهم الأول هو تحقيق الاكتفاء الغذائي والأمن للشعب. ولفت عون إلى أن الوضع الراهن زاد من نسبة العوز وأرهق كاهل اللبنانيين.

تظاهرات

ميدانياً، تظاهر مواطنون لبنانيون، أمس، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية المتردية. وقطع محتجون الطرق لساعات في منطقة برجا جنوب بيروت، قبل أن يتمكن الجيش اللبناني من إعادة فتح المنطقة. وأطلق المحتجون على تحركهم «ثورة غضب».

مشيرين إلى أن وضعهم بات مزرياً، كما عمد محتجون آخرون إلى قطع طريق تعلبايا بوادي البقاع.وفي بيروت، اقتحم عدد من المحتجين مبنى وزارة الشؤون الاجتماعية، معتبرين أنّ الوزارة هي الأهم في هذا الوضع المعيشي السيئ، وأن الوزير لا يقوم بواجباته.

وتدخلت القوى الأمنية لاحقاً لإقناع المحتجين بالخروج من المكاتب، لينتقلوا إلى مدخل الوزارة. إلى ذلك، اعتصم متظاهرون أمام قصر العدل في بعلبك، للمطالبة بمحاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة، رافعين الأعلام اللبنانية، وسط انتشار أمني كثيف في محيط القصر.

Email