رسائل السيسي تحاصر أردوغان بالتأييد العربي والدولي لحقوق مصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد دبلوماسيون وسياسيون أوروبيون، أن رسائل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، التي وجهها أول من أمس، لدى تفقده المنطقة العربية العسكرية في سيدي براني، قرب الحدود الليبية، حظيت بدعم دولي واسع، كونها تمثل خطوة هامة في طريق حل الأزمة الليبية المتفاقمة، بسبب التدخل التركي السافر، الذي بات يهدد ليبيا وشمال أفريقيا، ويمتد حتى شمال المتوسط والجنوب الأوروبي، معتبرين أن الموقف المصري المدعوم عربياً، قوة حاسمة، في وقت مهم، لمواجهة المطامع الاستعمارية التركية، ستكون له أصداء كبيرة على مستوى التحرك الدولي في مواجهة تركيا خلال الأيام المقبلة.

قوة إقليمية

ويقول لوران فاليونيا، الدبلوماسي السابق في الخارجية الفرنسية، وعضو البعثة الفرنسية لدى الأمم المتحدة سابقاً، لـ «البيان»، إن الرسائل التي بعث بها السيسي، لتركيا، حظيت بتأييد أوروبي في مواجهة الأطماع التركية، خاصة أن مصر مدعومة بالإجماع العربي، على رفض تدخلات النظام التركية، برئاسة رجب طيب أردوغان التركي في المنطقة، وتمتلك مصر قوى إقليمية وعسكرية، ومقومات تجعلها محركاً مهماً لمهمة التنسيق بين الشعب الليبي، للوصول إلى حل سياسي، بعيداً عن الأطراف أصحاب المصلحة من التدخل التركي الاستعماري في ليبيا، إضافة إلى ضمان وقوف المرتزقة والقوات التركية خلف «الخطوط الحمراء» التي رسمتها مصر، وعدم التمدد شرقاً، وارتكاب الميليشيات المسلحة والمرتزقة، لمزيد من المجازر في الشرق الليبي، وإعادة انتشار التنظيمات المتطرفة، بما يهدد الجميع، في شمال أفريقيا، وحتى أوروبا.

بدوره، يقول راينر كالكوفي، المستشار الأسبق لوزير الخارجية الألماني، وأستاذ السياسة بجامعة «هايدلبرغ» الألمانية، إن مصر تقود مرحلة دبلوماسية معززة بقوتها العسكرية، وميزتها الجغرافية، والاصطفاف العربي حولها، والدعم الأوروبي لمساعيها، كون القاهرة تسير في طريق الشرعية، وداخل إطار القانون الدولي، والحق المشروع في الدفاع عن الأمن القومي، لذلك، تستطيع مصر، التي تحظى بثقة جل القبائل الليبية «أصحاب البلاد»، وتأييد مساعيها، وكذلك تأييد وترحيب الجيش الليبي، ما يجعل القاهرة بعد رسائل السيسي، طرفاً ذا ثقل في الصراع، يحظى بالشرعية والدعم الدولي، وفق ما يكفله ميثاق الأمم المتحدة «المادة 52»، التي تعطي لمصر ودول الجوار الليبي «تونس والجزائر»، حق التدخل لحماية أمنها القومي، من خطر يراه العالم كله، ولا يختلف عليه أحد، وهو أمر أكده قادة الدول الأوروبية، خلال أكثر من مناسبة، وكذلك الاتحاد الأوروبي، وحتى على المستوى الشعبي داخل دول الاتحاد، فالوجود التركي في ليبيا، تهديد للجميع في المنطقة، وليس دول الشمال الأفريقي فقط.

سد الثغرات

ويؤكد إنريك لورنت، الدبلوماسي الأسبق في وزارة الخارجية الإسبانية، وكيل معهد الدراسات الدبلوماسية بمدريد، أن أهم ما تضمنته رسائل الرئيس المصري، هو التلويح بقوة مصر العسكرية، وهاته وحدها كفيلة بتلجيم تركيا وميليشياتها، كونها قوة إقليمية لا يستهان بها، مدعومة عربياً ودولياً، الأمر الثاني، جملة «تدريب وتسليح القبائل الليبية»، تتضمن معاني مهمة مخيفة بالنسبة لما يسمى «حكومة الوفاق»، والحليف التركي، فهم يعلمون قوة هذه القبائل، وحجم قدراتها، وهي خطوة، يعلم الجميع سهولة تحقيقها، وقدرة مصر على بلوغها، لذلك، نحن نعتبر أن رسائل الرئيس المصري، نقطة تحول كبيرة في الأزمة، سدت الثغرات ومدقات المراوغة أمام رئيس حكومة الوفاق، فايز السراج، وحليفه التركي، ليُترَك له طريق واحد مفتوح لا بديل عنه، وهو الحل السياسي، وإنهاء «التهورات» التركية في ليبيا، وهذا ما سنشاهده خلال الأيام المقبلة.

Email