قرقاش: دعم كلمة السيسي دليل على رفض استباحة سيادة العالم العربي

رسائل مصر نقطة تحوّل في الصراع بالمنطقة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تؤسس الرسائل التي بعث بها الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، أول من أمس، لدى تفقده المنطقة الغربية العسكرية في سيدي براني، قرب الحدود الليبية، لنقطة تحوّل مرتقبة في الصراع في المنطقة بشكل عام، وهي الرسائل التي حظيت بدعم من القوى المؤثرة والفاعلة في العالم العربي، بهدف حل الأزمة الليبية، ومواجهة الأطماع التركية بشكل عام.

وأكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن الدعم العربي الذي حظيت به كلمة السيسي بشأن ليبيا، مؤشر واضح إلى رفض العالم العربي استباحة سيادته. وقال معاليه في تغريدة على حسابه في «تويتر»، إن «الدعم العربي الكبير لكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بخصوص ليبيا، مؤشر واضح إلى رفض العالم العربي استباحة سيادته وحدوده من قبل الدول الإقليمية».

وأضاف قرقاش أن «الضعف الحالي للنظام العربي، طارئ، والمواقف المبدئية الداعية للعلاقات المتوازنة والصائنة للاستقرار والسيادة ستبقى راسخة».

من جهتها،أكدت السعودية على أن أمن مصر جزء لا يتجزأ من أمنها، وأمن الأمة العربية بأكملها، مشددة على وقوفها إلى جانب مصر في حقها في الدفاع عن حدودها وشعبها كما أكدت البحرين وقفوها مع مصر في بيان مماثل.

يأتي هذا فيما تعقد جامعة الدول العربية اجتماعاً طارئاً اليوم لوزراء الخارجية العرب لبحث تطورات الاوضاع في ليبيا، وذلك عبر تقنية الفيديو «كونفراس».

خطوط حمراء

ورسمت مصر الخطوط الحمراء لتركيا في ليبيا، وحذّرت من مغبة تجاوز تلك الخطوط، الممثلة في سرت والجفرة، في رسائل شديدة اللهجة، حظيت بدعمٍ ليبي شعبي وسياسي واسع، انطلقت فيها القاهرة من أساس الشرعية الدولية، ومبادئ وأحكام القانون الدولي الخاصة بالدفاع عن الأمن القومي.

ويقول الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، د. زياد عقل، إن «السيسي ارتأى أنه من المهم إرسال رسالة شديدة اللهجة، تدل على أن هناك تحركاً مصرياً لدعم الجيش الليبي من خلال عناصر جديدة»، مشيراً إلى تصريحات الرئيس المصري بخصوص «تدريب وتجهيز القبائل الليبية»، وهو الأمر الذي عدّه «محاولة مصرية لإعادة بناء تحالفات جديدة داعمة للشرعية الليبية».

التصريح المصري المباشر، بأن هناك خطاً أحمر «لا يمكن تجاوزه أو عبوره»، ممثلاً في سرت «شكّل أيضاً رسالة إنذار واضح»، ذلك أن عبور ذلك الخط الأحمر، من شأنه فتح الباب أمام وجود القوات التركية في شرقي ليبيا.

من جهته، يقول مدير مركز الأمة الليبية، د. محمد الأسمر، إن «ما عبر عنه السيسي، كان نقطة تحول في الصراع في المنطقة بكاملها، وليس في الملف الليبي فقط، ذلك بعد الخطر الذي يعبر عنه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والذي قال في يونيو الماضي، إنهم سيقاتلون من أجل المصالح التركية في المنطقة، وقال مايو الماضي، إنهم يكافحون من أجل تركيا الكبرى، من البلقان للبحر المتوسط».

خطر حقيقي

في السياق ذاته، يقول أستاذ القانون الدولي والمحلل السياسي الليبي، د. محمد الزبيدي، إن الموقف المصري متسق تماماً مع القانون الدولي، وفق المادة 52 من ميثاق الأمم المتحدة، والتعديلات الخاصة بقواعد القانون الدولي في التسعينيات والألفية، والمرتبطة بحق التدخل لحماية الأمن القومي، مشدداً على أن الأصوات التي تنادي باحتفاظ مصر فقط بالمساحة القانونية (1200 كم) للدفاع عن حدودها، مردود عليها بأن النيران المشتعلة في ليبيا، وانتشار المجاميع الإرهابية، تشكل خطراً حقيقياً على مصر.

حق تدخل

قال المفكر الاستراتيجي المصري البارز، سمير فرج، إن تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، شكلت رسائل ردع لتركيا، مشيراً إلى أن «المواجهة العسكرية» ليست في صالح أنقرة، في الوقت الذي تحدث فيه عن مواقف عملية جديدة من المجتمع الدولي، في مواجهة التدخلات والانتهاكات التركية في ليبيا.واستهل فرج حديثه لـ «البيان»، بالإشارة إلى أن «ليبيا مهمة للأمن القومي المصري، وأي أحداث تتم في ليبيا، تؤثر تأثيراً مباشراً، لا سيما العمليات الإرهابية التي تمت في السنوات الأخيرة، وتمركز الإرهابيين في ليبيا، وهو ما تسبب في أحداث إرهابية كثيرة في مصر من قبل».

Email