سائقو الأجرة بمصر محاربون ضد «كورونا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الوقت الذي تخيم سحابات الخطر فوق الرؤوس، يحاول سائقو سيارات الأجرة بمصر التكيف مع الأوضاع العجيبة والأحوال المضطربة التي خلقها فيروس كورونا.

وتباينت ردود الفعل، فسعى بعضهم لحماية أنفسهم وزبائنهم بتثبيت دروع بلاستيكية فاصلة، وأسهم آخرون بنصيب في جهود احتواء الوباء عبر تقديم توصيلات مجانية للأطقم الطبية.

ورغم القلق من خطر انتشار الفيروس بسهولة في المساحات الصغيرة كالسيارات، يقول السائق سيد محمود إنه لا يملك رفاهية التوقف عن العمل لأنه الوسيلة الوحيدة لكسب الرزق والحصول على المال.

ولكي يحمي نفسه والآخرين، قام محمود بتركيب درع بلاستيكي داخل سيارته ليخلق حاجزا ومسافة فاصلة بينه وبين الركاب. وقال إن من المستحيل التعرف على الزبائن المصابين، كما لا يتحدث الركاب عما إذا كانوا مرضى بكورونا أم لا، مع الوضع في الاعتبار حقيقة أن كثيرين من حاملين الفيروس لا يعانون من أي أعراض. بناء على ذلك اتخذ قراره بعزل نفسه عن الزبائن.

أكل عيش

وقال محمود «إنت مش قادر تحدد المصابين. والمصاب مش عارف يحدد هو مصاب ولا لأ. فقلت أعزل ما بيني وما بين الراكب. مش هقدر أقول للراكب إنت عندك كورونا متركبش معايا لأن ده أكل عيش. فمش هقدر أقول انت عندك كورونا متركبش. فعشان أحمي نفسي وأي راكب يركب معايا تاني».

واعتبر زبونه محمد زهري المبادرة خطوة إيجابية، مقترحا تطبيقها في سائر البلاد بنص قانوني. ويقول «هي (الفكرة) إيجابية. كويس إن هو شغل دماغه (فكر مليا) وعمل حاجة. بس المفروض تتطبق (يتم تطبيقها) بقانون مش عشوائي. إنت عملت فكرة لازم تعملها قانون».

يحاول سائق آخر، هو محمود عبد الجواد، المشاركة في الحرب على الفيروس بالطريقة التي يقدر عليها، من خلال تقديم رحلات مجانية للأطقم الطبية.

وقال عبد الجواد «والله أنا حبي في بلدي هو إلي خلاني أخد الاتجاه دا.. والدكاترة على طول عمرها خدامينا (يقدمون لنا خدماتهم) فلازم نقدملهم الخدمة بردو (أيضا)». ووضع عبد الجواد لافتات على زجاج نافذتي البابين الأماميين لسيارته مكتوبا عليها باللغة العربية «توصيل الجيش الأبيض مجانا» في إشارة للأطباء والممرضين والعاملين بالمستشفيات.

Email