قواعد تركية في ليبيا توسّع عسكري لنشر الإرهاب والخراب

مشاركون في إحدى التظاهرات التي جرت في مدن ليبية عدة ضد التدخل التركي | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

استغلت تركيا الاتفاق العسكري الذي وقعته مع حكومة الوفاق، بإرسال قوات عسكرية تركية إلى ليبيا، لتفتح ملف محاولات أنقرة المستمرة إنشاء قاعدة عسكرية في هذه الدولة الغنية بالنفط، خاصة بعد أن ظل هذا الوجود مستتراً لسنوات طويلة.

وكشفت صحف أن نية تركيا إنشاء قاعدة عسكرية دائمة في وطية ومصراتة، يعد حلقة من حلقات السياسة الاستعمارية، التي تنطلق منها السياسات التركيّة في المنطقة، أملاً في تحقيق حلم إحياء الدولة العثمانية.

الحديث عن القاعدة التركية في ليبيا، ليس جديداً، حيث كشف عنه قبل بالصور عبر الأقمار الصناعية، موقع ذا درايف، حيث أعلن أن أن تركيا تبنى مطاراً للطائرات المسيرة وسط مشروع سكني خارج العاصمة طرابلس، ورصدت الأقمار ورشة تجهيز ممر حيوي، بامتداد 3500 قدم وعرض 105 أقدام، بين بنايات المنطقة السكنية المعروفة باسم مشروع الموز، على بعد خمسة أميال من وسط العاصمة الليبية طرابلس، مع مدرج للطائرات في نهاية الممر الجوي، بعد الاتفاق الذي وقعه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع فايز السراج رئيس حكومة الوفاق المؤقتة، في 27 من نوفمبر الماضي، لذلك، فإن جُل المؤشرات، ترجح أن الأتراك ينوون بناء قاعدة عسكرية في ليبيا، على غرار قواعدهم في العراق، التي تبلغ 15 قاعدة عسكرية، وفي سوريا، حيث يملك الأتراك قرابة 12 نقطة مراقبة، تحولت إلى قواعد عسكرية حقيقية.

الانخراط العسكري التركي في ليبيا، مرجح للتصاعد في الفترة القادمة، تسريعاً لتنفيذ خطة أردوغان، تنفيذ عمليات التنقيب عن النفط والغاز، كما يعني ذلك أيضاً، أن أنقرة، التي باتت تتصرف مع حكومة الوفاق بمنطق الوصاية، تستعجل وضع يدها على النفط الليبي، وعلى ميناء ومطار طرابلس، وهما منفذان حيويان بالنسبة لها، على أجندة التمدد الخارجي.

سيطرة الجماعات المولية لأردوغان على قاعدة الوطية، وقبلة الإعلان عن بدء التنقيب عن الغاز في ليبيا، يكشف أطماع ومخططات المحتل التركي بالمنطقة العربية، وعلى رأسها ليبيا، والتي يعتبرهما إرثاً عثمانياً، ويؤكد محللون أن النظام التركي يستخدم مدينتي طرابلس ومصراتة، رأس حربة لمشروعه التوسعي والاستعماري للتراب الليبي، مؤكدين ضرورة وجود موقف دولي قوي وواضح، لوقف التدخلات التركية في الشأن الداخلي الليبي، وعسكرة المشهد الليبي.

Email