آلاف الرسائل والاتصالات يومياً. مشفى افتراضي في مصر يقدم النصائح لمصابي «كورونا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

4118 رسالة مكتوبة و102 اتصال، كان على الدكتور عبدالله الفرماوي، الرد عليهم وقت تواصل «البيان» معه لنقل تجربته التطوعية في خدمة مصابي فيروس «كورونا»، وذلك فقط عبر تطبيق التراسل الفوري «واتس آب»، بخلاف الاتصالات والاستشارات الهاتفية الأخرى ممن يعانون من بعض الأعراض ويريدون التأكد من عدم إصابتهم بـ «كوفيد 19»، أو من المصابين والمعزولين منزلياً من أصحاب الحالات البسيطة والمتوسطة.

هذا الكم الكبير من الاتصالات فقط عبر «واتس آب» هو جزء من كم هائل من الاتصالات والرسائل يأتي للأطباء المشاركين في مبادرة «مستشفى أهالينا»، وهي عبارة عن مشفى افتراضي، عبر الإنترنت، يجمع أطباءً متطوعين من أجل الرد على استفسارات الناس بخصوص فيروس «كورونا»، وكذا متابعة مرضى «كورونا» المعزولين في منازلهم. وهي إحدى المبادرات التطوعية البارزة النشطة في ذلك الصدد.

المشفى الافتراضي -عبر «فيس بوك»- يضم عديداً من الأطباء في تخصصات مختلفة، لتقديم المشورة، وكذلك متابعة المصابين بفيروس «كورونا» -المعزولين في المنزل- من أصحاب الحالات البسيطة والمتوسطة؛ كمساهمة من جانب أولئك الأطباء المشاركين في تخفيف الضغط على المشافي في مصر، في ظل الضغوطات التي يواجهها القطاع الطبي بأكمله بسبب جائحة «كورونا».

فكرة المشفى الافتراضي، أطلقها الطبيب شريف المتولي، وهو المدير الطبي لجامعة النيل، بعدما اعتاد -منذ بدء جائحة «كورونا»- تلقي عديد من الاستشارات -بحكم عمله كطبيب- من الأقارب والزملاء والمعارف، بخصوص فيروس «كورونا»، ومع تزايد الضغوط على وزارة الصحة والأطباء والمشافي، فقرر أن يطلق مبادرة للرد على استفسارات الناس بشأن الفيروس، عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» دعا إليها زملاءه الأطباء، ووجد ترحيباً كبيراً.

انتشار واسع

يقول، إن المبادرة تقدم الاستشارات الطبية فيما يتعلق بحالات العزل المنزلي بصفة خاصة، وذلك دعماً للدولة، ولمواجهة الضغط الكبير على المشافي في مصر. ويتم تنفيذ البروتوكولات الخاصة بوزارة الصحة، والتي أوصت بالعزل المنزلي للحالات البسيطة والمتوسطة.

حظت تلك المبادرة بانتشار عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وتجاوز عدد المشاركين فيها نحو عشرة آلاف شخص.

«أنا متطوع بمتابعة أية حالة عزل منزلي تليفونياً إلى أن يمنّ الله عليها بالشفاء»، يقول د. عبدالله الفرماوي، أحد المشاركين في المبادرة، لـ «البيان»، إنه يوفر المشورة الطبية على قدر استطاعته، ويتمنى أن يتواصل معه كل من يحتاج إلى استشارته ولن يتأخر في الرد عليه. ويشير إلى أنه يتواصل أيضاً مع أطباء متخصصين للرد على الاستفسارات التي هي في غير تخصصه، لإفادة طالبي الاستشارة.

ويشدد على أن مشاركته في تلك المبادرة جاءت بعد الضغط الكبير على القطاع الطبي، وبدء نفاد الأماكن الخاصة بالعزل، واضطرار كثير من المصابين للجوء إلى العزل المنزلي. ويتابع: «ندرك أن الذين سيقومون بالعزل المنزلي سوف يكونون في قلق مستمر، وهذا ربما يكون أخطر عليهم من المرض نفسه..

ومن ثمّ جاءت تلك المبادرة من أجل تقديم الاستشارات الطبية التي كانت تستهدف في المقام الأول المعزولين منزلياً، لكنها توسّعت لمتابعة كثير من الحالات والاستشارات المختلفة، من بينها حالات معزولة في المشافي أيضاً». وأشار إلى أن «الضغط كثير جداً علينا، لكننا نحاول أن نفعل ما بوسعنا للرد على استفسارات الناس وتقديم الخدمة المطلوبة».

Email