طبيبة بريطانية تحارب «كورونا» في الصومال بحثاً عن السلوى

ت + ت - الحجم الطبيعي

سافرت الطبيبة البريطانية جيهان محمد، إلى الصومال، للمرة الأولى العام الماضي، من أجل دفن أبيها في الأرض التي ولد بها.

وجدت الطبيبة الحزينة بعض العزاء، لتقرّر البقاء، وتصبح على الخطوط الأمامية في المعركة ضد فيروس "كورونا"، في المدينة التي أحبها الأب الراحل. تقول الطبيبة، ابنة الخمسة والعشرين عاماً، والقادمة من كولسدون جنوبي لندن: «خلال أوقات الأزمة الصحية، يتطلع الناس إلى اثنين فقط، أملاً في الحياة: الله ثم الأطباء، والقدرة على مساعدة شخص يتألم نعمة». تقضي جيهان أيامها التي تعمل فيها 16 ساعة، في تحليل البيانات بمركز حكومي للاتصال في مقديشو، يمثّل شريان حياة للباحثين عن النصيحة والعلاج، في بلد لحق الدمار بنظام الرعاية الصحية فيه، بفعل العنف والفقر. وتضيف جيهان: «لولا مركز الاتصال هذا، لذهب الناس إلى كل مستشفى، ولانتشر الفيروس»، مشيرة إلى أنّ المركز يتلقى بين 6000 و7000 اتصال يومياً، وتستخدم وزارة الصحة تلك البيانات في رصد تفشي المرض، وتوجيه الموارد الشحيحة والاستجابة للحالات الطارئة.

تدرك الطبيبة جيهان، المخاطر المحدقة بها، ولا يغيب عن ذاكرتها من حدث الشهر الماضي، عندما قتل مسلحون ملثمون، سبعة من العاملين في الرعاية الصحية في بلدة قريبة من العاصمة. لقد واجهت جيهان المخاطر فعلاً، وعاشت أجواءها، إذ كانت تعمل في عيادة خاصة في مقديشو، عندما انفجرت شاحنة ملغومة، فقتلت أكثر من 90 شخصاً، وأصابت عشرات آخرين بجروح في ديسمبر الماضي، ما أجبرها على قضاء عطلتها في علاج ضحايا حروق المصابين.

وبعد اجتماع مع مستشار حكومي، انتقلت جيهان إلى مركز الاتصال وإلى عمل تحبه، لأسباب ليس أقلها فرصة أن تكون مصدر إلهام للشابات المحليات اللائي يعملن فيه. تقول: ضاحكة لمراسل وكالة رويترز «أنا نائبة المدير، تأكد من نشر ذلك، يجب أن يكون عدد أكبر من النساء نائبات للمديرين في الصومال»، إلّا أنّ أثمن فغي نظرها هو شعورها بالانتماء إلى وطن أبيها بعد عشرات السنين التي أمضاها في الخارج. تردف جيهان: «أتيت به إلى الوطن لأدفنه ولم أرغب في تركه في بلد لم أعش فيه قط، الآن أدرك ما هي الأماكن التي يمكنك أن تذهب إليها عندما تريد أن تكون وحيداً».

Email