بعد قرار غلق الشواطئ من جراء جائحة «كورونا» في الجزائر، ومع ارتفاع درجات الحرارة، اتجه الأطفال إلى مغامرة السباحة في البرك والسدود والتجمعات المائية برغم المخاطر التي تشكلها، إذ أعلنت مصالح الدفاع المدني مايو الماضي تسجيل 18 حالة غرق في البرك المائية وكلهم أطفال، محذرة من تزايد هذه الحالات مع ارتفاع درجات الحرارة وتأجيل الإعلان عن موسم الاصطياف.

ودعا جزائريون السلطات إلى إعادة بعض الشواطئ مع فرض إجراءات صحية وفق ما تتطلبه مقتضيات الفترة الراهنة ووفق ما يحفظ عدم تفشي الفيروس بين المصطافين وإبقاء الشواطئ خالية منه.

ووفق تقارير إعلامية جزائرية فإن البرك والسدود تودي سنوياً بأرواح الكثيرين، حيث حوّل الكثير من سكان القرى والمناطق البعيدة عن المدينة أحواض السقي الفلاحية والبرك المائية والسدود إلى مسابح في ظل ارتفاع درجة الحرارة وتزامناً مع الجائحة الصحية .

وكذا تطبيق الحجر الصحي الذي فرضته الحكومة على سائر الولايات «المحافظات» تجنباً لتفشي وباء «كوفيد 19»، لينجذب بذلك معظم الأطفال والشباب لا إرادياً إلى البرك والمسطحات المائية للتخفيف من درجات الحرارة الملتهبة وهرباً من الضغط والضيق المنزلي، ولكن سرعان ما يتحول هذا الإقبال على هذه الأماكن الخطيرة إلى سبب رئيس في وقوع حوادث ينتهي أغلبها بالغرق.

مأساة اهتز لها سكان بلدية العوينات التابعة لولاية تبسة (700 كيلومتر شرقي الجزائر) حيث توفي أخيراً طفل في الـ16 من عمره وشاب في الـ24 غرقاً

سكان تبسة حمّلوا مسؤولية حوادث الغرق إلى مسؤولي المحافظة نظراً لغياب المرافق الترفيهية والمسابح البلدية التي تمتص قلق الأطفال وحتى الشباب، وتجعلهم يستغنون عن فكرة الاستجمام في البرك.

وأشارت تقارير إعلامية نقلاً عن مصادر في الدفاع المدني إلى أن حوادث الغرق في السدود والمسطحات المائية، تسجل كل سنة حالات موت أشخاص، ولكن المشكل المطروح، هذه المرة هو غلق الشواطئ في إطار مخطط الوقاية من كورونا، ما يزيد حدة هذه الحوادث.

حيث وضع برنامج تحسيسي للتحذير من السباحة في البرك والمياه الراكدة والسدود، موضحة أن هذه الأماكن التي يرتادها خاصة الأطفال بعيدة عن وجود مقار الدفاع المدني، تقع في قرى ومناطق نائية حيث يكفي، على الأكثر، 5 دقائق، ليموت فيها الغريق قبل وصول أعوان الدفاع المدني.