تقارير «البيان»

حكومة «الضمّ»..اتفاق على سرقة أراضي فلسطين

ت + ت - الحجم الطبيعي

استشاط التطرّف في المجتمع الإسرائيلي حد الغرق، إذ يتسابق قادة الاحتلال على طرح المواقف العنصرية بسلاح ضم الأراضي الفلسطينية، فيما تُعد نتائج الانتخابات الأخيرة التي أفضت إلى فوز حزبي الليكود و«أزرق أبيض» خير دليل على ذلك.

,لا يلقي الفلسطينيون بالاً لمن سيفوز أو يُشكّل الحكومة، يعرفون جيداً أنّ قادة الاحتلال قد يختلفون حزبياً، إلّا أنّهم متفقون كلياً على سرقة الأراضي الفلسطينية. ولعل ما يثير القلق فلسطينياً أنّ مخططات الاحتلال بتوسيع المستوطنات وضم المزيد من الأراضي الفلسطينية خرجت من المخططات النظرية إلى حيّز التنفيذ.

لقد بدا واضحاً أنّ حكومة «الضم» الإسرائيلية، التي جرى تشكليها أخيراً، لن تقفز عن أدوات التوسع الاستعماري، والتنكر للحقوق الوطنية الفلسطينية، باعتبارها تُمثل حكومة الإجماع اليميني المتطرّف، وغير المبالي بأي قرارات أو مواثيق دولية أو قوة تأثير خارجية.

ويستغل قادة الاحتلال انشغال العالم أجمع بمواجهة وباء كورونا، إذ يمعن المستوطنون بحماية جيش الاحتلال في اعتداءاتهم، بينما ينشغل جيشهم في اعتقال القادة المقدسيين واقتحام المدن والبلدات الفلسطينية، ما يؤشر إلى أنّ الاحتلال يتوسّع خلال هذه الجائحة ويزيد تطرفاً وبطشاً وعنصرية، لتنفيذ ما يصبو إليه من بسط السيطرة على الأراضي الفلسطينية، وتوسيع البؤر الاستيطانية، ويُعلن الاحتلال «الطوارئ» ليس لمواجهة فيروس كورونا، بل سرقة الأرض الفلسطينية.

ويشير المحلّل السياسي عبد المجيد سويلم إلى أنّ قادة الاحتلال لن يختلفوا خلال هذه المرحلة، بل هم متفقون على قضايا كثيرة لن يكون قرار ضم أجزاء من الضفّة الغربية آخرها، لافتاً إلى أنّ حدود التفاهم بينهم تلامس حكومة الأطماع المشتركة.

ووفق سويلم، فإنّ وباء كورونا لن يُقلق نتانياهو بقدر ما ينتابه الرعب على مصيره السياسي، ومدى صلاحيات القضاء الإسرائيلي لإسقاطه، مشيراً إلى أنّ الوباء لم يكن سوى غطاء لغانتس وجد من خلاله سبيلاً للوصول إلى سدة الحكم، لا سيّما أنّ منافسه نتانياهو مهدّد بقوة للذهاب إلى البيت إن لم يكن إلى السجن.

 

Email