قصة خبرية

هلا تهزم «كورونا» والتقاليد معاً على شواطئ غزّة

ت + ت - الحجم الطبيعي

على شاطئ المتوسط في غزة، تتنسّم الفتيات الهواء النقي، وهنّ يمارسن التدريب على الملاكمة، رغم أنف فيروس «كورونا»، والعادات والتقاليد التي تعمل منذ سنين على تحديد حركة الفتيات وتقييد حريتهن.

الملاكمات الشابات، على قناعة كبيرة بأن هذا النوع من الرياضة، مفيد لهن، كما يفيد الرجال، فهي تصقل الشخصية وتقويها، وتعطي صاحبتها مساحة كبيرة لاتخاذ القرار الصحيح، تماماً كما يجري خلال ممارسة اللعبة، حيث أهمية القرار والتوقيت.

تضبط الفتاة هلا، إيقاع حركتها على ساحة الشاطئ، التي خصصت للتدريب، ولا تتوقف عن الحركة في مكانها بين المتدربات، إلا بعد نهاية التدريب. ترتدي قفازاتها، وتتغلب على عادات تعتبر ممارسة الملاكمة حكراً على الرجال. عِشقُها للعبة، مكّنها من تحقيق حلمها ونجاحها في ساحة التدريب، لكنها لم تسلم من عيون المجتمع الغزي، وطريقته بالنظر إليها ولزميلاتها، باستغراب.

تقول هلا (15 عاماً): ما زال كثير من الناس ينظر إلينا، وكأننا نفعل شيئاً خاطئاً، ولكن الحقيقة أنها رياضة ممتعة وجميلة، ويمكننا المشاركة بها، والوصول للعالمية، وكسر احتكار فئة معينة لها، فنحن قادرات على الإبداع، مطالبة المجتمع بتغيير نظرته السلبية للفتيات، والرياضة عموماً.

وتضيف: رغم أن الجميع يرى أن هذه الرياضة صعبة، إلا أنها تؤكد أن التدريب المتواصل سهّل أمامها كل الصعاب، إلى جانب دعم الأهل، الأمر الذي جعلها أمام حلم تتمنى تحقيقه. تقول هلا: «وجدت الدعم، لكن في مقابل، ألا تؤثر الملاكمة سلباً في تحصيلي الدراسي، وهذا يدفعني أن أكون قد أنهيت دروسي، لأقبل على التدريبات من دون تقصير.

19 فتاة يمارسن التدريب على الملاكمة برفقة هلا، ولم يلتفتن إلى بعض الانتقادات، كما يقلن.

مساحة واسعة

يقول المدرب أسامة أيوب: مع انتشار فيروس «كورونا»، أغلقت الصالات الرياضية في غزة، وبعد الإغلاق وإعلان حالة الطوارئ، اقترحنا التوجه إلى شاطئ البحر، لممارسة التمارين على الكورنيش فالمساحة واسعة، ونستطيع التباعد أكثر من الصالة المغلقة.

ويضيف، أن طموح الفتيات كبير، لكن الحصار وإغلاق المعابر، يبدد هذا الطموح في بعض الأحيان، إضافة إلى عدم وجود مؤسسات دولية تحتضن هؤلاء اللاعبات، فكل ما يجري، عبارة عن مجهودات شخصية.

 

Email