تزامناً مع «كورونا».. الحشرات تغزو دمشق

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الوقت الذي التزم السوريون بالجلوس في منازلهم ليلاً، وعدم تبادل الزيارات والإفطار في منازل الغير بسبب حظر التجول الليلي المفروض عليهم من الحكومة للوقاية من انتشار فيروس «كورونا»، زارهم ضيوف من نوع آخر من دون أن يكون لدى السوريين أية رغبة في استقبالهم.

فيومياً وبعد أذان المغرب من غير الممكن فتح أي نافذة في البيوت الدمشقية خوفاً من دخول أسراب البرغش للداخل، أو اقتحام أفواج الصراصير الصغيرة التي بدأت هجومها قبل حوالي الأسبوع وشكلت مصدر قلق وإزعاج جديداً أتعب السوريين هذا العام، بعد مآسيهم مع ارتفع الأسعار وانتشار «كورونا» وأيضاً ارتفاع درجات الحرارة.

وتقول أم حسن وهي مقيمة في منطقة المليحة بريف دمشق، بأنه وبحكم طبيعة منطقتهم الريفية تكثر الحشرات في فترة الصيف، ولكن في هذا العام سجلت زيادة كبيرة جعلت معها من المستحيل الجلوس في شرفة المنزل أو حديقته، الأمر الذي شكل لهم عذاباً، خاصة وأن الكهرباء بدأت بالانقطاع في فترة الليل، ما يجعل البقاء في المنزل أمراً مستحيلاً نظراً لارتفاع الحرارة.

وتوضح بأنهم أعادوا إحياء بعض العادات مثل «الناموسية» وهي غطاء من القماش يمنع وصول الحشرات إلى من يجلس داخلها. وتتابع بأن أجساد الأطفال وحتى الكبار أصبحت ممتلئة بالقرصات التي يسبب بعضها انتفاخاً أو حساسية.

ريف دمشق

ولا يختلف الأمر في مدينة دمشق عن ريفها، فعلى نافذة أحد البيوت في العاصمة تجمع عدد كبير من البرغش والصراصير الصغيرة، وتشير صاحبة المنزل بأن هذه الحشرات وبسبب صغر حجم بعضها تستطيع اختراق «المنخول» والدخول للمنزل. وتتابع بأن «كورونا» خلق عندها حالة هوس بالنظافة، وجاءت هذه الكائنات الصغيرة لتزيد الأمر سوءاً.

وكالعادة وجد السوريون فرصتهم للتحدث عن الأمر عبر صفحات السوشال ميديا، وبدأت تنتشر عبارات السخرية من واقعهم، كما انتشرت النصائح لإيجاد الحلول، وازداد الطلب في المحلات على المبيدات الحشرية، ويوضح صاحب بقالية في منطقة المهاجرين بأن الطلب ازداد بشكل كبير على البخاخات المخصصة لمكافحة الحشرات، وكالعادة تراجع تواجد المادة المطلوبة، الأمر الذي تسبب في ارتفاع سعرها.

الجهات الحكومية قللت من مخاطر الأمر، وصرح مدير الوقاية في وزارة الزراعة المهندس فهر المشرف، بأن وجود الحشرات في هذا الوقت من العام طبيعي، وبخاصة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة بعد الأمطار، منوهاً أن الحشرات الصغيرة المنتشرة خلال الفترة الحالية نافعة، ومعظمها من الخنفساء الصغيرة، وخاصة التي توجد بجانب الضوء بكثرة، ودورة حياتها 20 يوماً.

Email