قصة خبرية

«نيو لوك».. عيدية أطفال «الزعتري» لتخفيف ألم اللجوء

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينتظر الأطفال عيد الفطر السعيد بعد أيام، إذ يظل محطة فرح تأتي بعد طول انتظار، رغم الظروف الصعبة التي فرضتها جائحة كورونا. وتتعرّض أسر أطفال مخيم الزعتري للكثير من المصاعب بفعل توقف أرزاقها بسبب حالة الحجر الصحي التي فرضت عليهم، وعلى جميع الأسر في الأردن كما في كل العالم.

فكّر الشباب المتطوعون في المخيم كثيراً في وسائل يدخلون بها البهجة على قلوب الأطفال قبل أيام العيد، ووجدوا أن فكرة المظهر الجديد لشعر الطفل وقصه بشكل جميل ستبعث في نفسه السعادة، ومن هنا انطلقت مبادرة «ع العيد نيو لوك جديد».

يقول المتطوع في المبادرة ماهر العتمة: «حلاقة الشعر غير مكلفة في المخيم ولا تتجاوز الدينار، ولكننا بالنظر الى أحوال الأسر ندرك أوضاعهم ونميز أن هذا الدينار يمكن أن يذهب لشراء الخبز مثلاً أو إلى أي أولوية أخرى، وصلنا حتى الآن لـ300 طفل خلال ثلاثة أيام، وفعلياً رسمنا البسمة على وجوههم».

يضيف: «نوضح للطفل أن هذه القصة المجانية لشعره هي هدية منا كعيدية، أيضاً بالمقابل هذه المبادرة ساعدت أصحاب الصالونات الذين عانوا من الحجر، وهم بأمس الحاجة إلى إعادة تحريك عملهم وزيادة أعداد الزبائن، طبعاً نلتزم بإجراءات السلامة التي فرضتها وزارة الصحة من التعقيم والتباعد الاجتماعي».

يجد العتمة أنه من المهم الاعتناء بالأطفال، والتركيز عليهم بأعمال الخير لمساعدتهم على تجاوز الظروف الصعبة، وهم فئة تتميز بالحساسية العالية ويلتقطون ما يجري من حولهم، ومن حقهم المرور بالمراحل كلها دون أن تترك الأزمات أثراً سلبياً عليهم، إذ إنّ عدداً كبيراً من فعدد من العائلات لن تستطيع شراء ملابس العيد لأطفالهم نتيجة الوضع الاقتصادي، وهذا دوماً ما كان يميز العيد لدى الأطفال، هدية قصة الشعر ستشعرهم بالسرور.

يقول: «عندما أعلنا عن المبادرة تلقينا ردود فعل إيجابية عديدة، فالناس يحبون المبادرات التي تخص الأطفال، وأيضاً أهل الخير ممن تبرعوا لهم كل الشكر، إضافة إلى تعاون عدد من الصالونات للحلاقة للأطفال دون مقابل».

وختم قائلاً: «في الحقيقة العيد قبل جائحة كورونا كان مختلفاً عما هو عليه الآن، فسابقاً في المخيم كنا نذهب إلى صلاة العيد ونزين الشوارع والكرفانات، وليلة العيد تكون مليئة بالابتهاج والناس جميعهم في الأسواق، الآن هذه المظاهر نوعاً ما اندثرت، لهذا فإن أي مبادرة أو عمل يقوم على فكرة الحفاظ على فرحة العائلات والأطفال هو أمر في غاية الأهمية والضرورة».

Email