بالتفصيل..صحافي يروي رحلة 14 يوماً من المعاناة مع كورونا

ت + ت - الحجم الطبيعي

يروي الصحافي الجزائري أكرم خريف فصول قصة كفاح استمرت 14 يوماً من المعاناة مع فيروس كورونا المستجد وكيف تغلب عليه بدون الذهاب الى المستشفى رغم الهجوم الشديد والشرس من الفيروس لكن بالعزيمة والإصرار وفيتامين سي قاوم المرض وفي اليوم الـ 14 بدأ يحس بأنه في مرحلة الحسم والانتصار على هذا الوباء اللعين.
وقال : «شهادتي ليست علمية، ولا يمكن اعتبارها بروتوكولاً علاجياً أو وقائياً، إنها مجرد وصف لأسبوعين عشتهما مع وباء (كورونا). من الصعب مقارنة هذا الفيروس بالإنفلونزا، ففي حالتي استمر الوضع 14 يوماً» وفق صحيفة الشرق الأوسط.

بهذا الكلام؛ بدأ الصحافي الجزائري المختص في شؤون الأمن والجيش، أكرم خريف، سرد تفاصيل الأيام العصيبة التي واجه فيها «كوفيد19».
 يقول عن اكتشافه المرض: «كانت الأيام الثلاثة الأولى مربكة، بسبب الصداع الشديد الذي أصبت به، ما جعلني أتناول بكثرة دواء يخفف من الآلام، فتوقف الصداع في اليوم الرابع. أعتقد أن الفيروس أدرك أنني لن أتناول الأدوية المضادة للالتهابات، وقرر التعامل معي بطريقة مغايرة».

ويذكر الصحافي أنه تخيل، أثناء مرحلة الحمى الشديدة، أن الفيروس «مخلوق مسلح بسكين يجهز به على خلق الله، وأنه بمقدوري سحقه إن أمسكت به. وبداية من اليوم الرابع قرر أن يستقر في الجهاز التنفسي، شعرت بالتهاب القصبات الهوائية وكان لدي انطباع بأن رئتي تدوران في فراغ. لم تكن لدي صعوبة في التنفس وكنت أسعل قليلاً. بسرعة كبيرة، انتقلت من السعال الجاف إلى السائل من دون أن أتوقف عن أخذ الدواء المضاد للسعال، وانقطعت عنه بدءاً من اليوم الخامس، لكن من دون التخلي عن الأقراص المضادة للألم وفيتامين (سي). ولم تتوقف الحمى، بل صاحبتها أوجاع وهلوسة وإرهاق شديد». وكان أكرم في اتصال عبر الهاتف، مع أطباء أصدقاء رافقوه في كل مراحل مقاومة الوباء.

فكر أكرم في التوجه إلى المستشفى، «ولكني لم أشعر بأنني في خطر على الرغم من أن حالتي كانت تزداد سوء يوماً بعد يوم، خلال الأيام الخمسة الأولى التي تلت الإصابة. كما أنني كنت أتنفس بشكل عادي، رغم بعض الضيق والضغط داخل صدري من حين لآخر، وفكرت في أنه من الأفضل الاستفسار عن أقرب مصلحة للاستعجالات، تحسباً لتدهور سريع محتمل لحالتي».

وبدأ الصحافي يشعر بتحسن بدءاً من اليوم السادس، وانخفاض في الضغط الذي كان على رئتيه، «لم أكن أستوعب أن هذا الفيروس الحقير قد تمكن من إبطال حاستي الشم والذوق لدي، أدركت هذا من خلال عدم فقداني شمّ رائحة المعقم الكحولي». وأضاف: «بعدها بدأ الفيروس ينتفض بحثاً عن أمراض في جسدي ليقضي علي، فشعرت بآلام في المفاصل وفي الكبد والكلى مع حالة إسهال، ولم أكن أستطيع تناول الطعام بسبب الغثيان، فعند فقدان حاستي الشم والذوق، لا تبقى إلا حاسة اللمس كإحساس، وأؤكد لكم أنه إحساس مقرف».

وبدءاً من اليوم التاسع، اكتشف أكرم فيتامين «سي» في شكل مسحوق، يقول إن استهلاكه ساعده كثيراً على المقاومة «وبقيت على هذه الحال حتى اليوم الـ13 عندها بدأت الحمى تتراجع... الفيروس كان يودعني. أخبرني بذلك بواسطة 38 درجة من الحمى في تلك الليلة ونوبة سعال لا نهاية لها، وزالت عني أعراض الإصابة بدءاً من اليوم الـ14».

بعد مرور أكثر من شهر على الصراع مع الوباء، يقول أكرم إن «أصدقاءه» في تلك التجربة، كانوا مسحوق فيتامين «سي»، والأقراص المضادة للآلام، والمشروبات الساخنة المستخلصة من أعشاب، أما «العدو» فكان، حسبه، الخوف والألم. 

Email