على بَسطَة بائع فلسطيني.. خضار ضد «كورونا»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يعتد الناس قديماً، وربما لم يخطر ببالهم، توافر ما يريدون من الثمار على مدى السنة، لكن هذه الوفرة كما هو معروف ضريبتها غالية، فهي على حساب النكهة والصحة.

في قرية دورا القرع شمالي مدينة رام الله، ما زالت هناك بقايا للثمار البلدية، نبت الأرض الحلال، «يُبسّط» بها أبو أنس على الطريق الرئيس وسط القرية الذي يربطها بعدد من القرى والبلدات، ما يُتيح للمسافرين على الشارع أن يسترجعوا شيئاً من ذكريات النكهة.

يفتتح أبو أنس صباحه بالقول: «يا صبّاح يا فتّاح.. يا رزقة العيال»، ويعرض تشكيلته الواسعة من خيرات الأرض، ولأن «الأخضر» على المائدة دائماً في رمضان، فهو يغري الصائمين، ويبهرهم بخضراواته الطازجة.

قبيل الإفطار، يجد كثيرون فرصتهم للتحايل على الوقت عند أبو أنس، يستهويهم المنظر، ويعيد إلى أذهانهم «الحواكير» التي كان يزرعها الأجداد، بشتى أنواع الخضار.

أبو أنس مزارع أحبّ الأرض فأحبته، لم يترك الزراعة والفِلاحة، وظل متمسّكاً بحياة الريف، رغم العمران الواسع الذي بدأ يتململ في قريته، وفي ظل أزمة «كورونا» وجد فرصته المثالية لتأهيل مساحة أوسع للزراعة، وعن ذلك يقول: «إن كان هناك من إيجابية لهذه الأزمة، فهي نجاحي في تشجيع الأهالي على الإقبال على الأرض، واستغلال كل شبر فيها».

خلال إعداد هذه القصة، جاء المواطن يوسف زغلول، قاصداً بسطة أبا أنس، اشترى الفجل والبصل الأخضر والجرجير، لكنه فوجئ بعدم وجود الخس المحبّب لديه على المائدة الرمضانية، وعندما سأل عن الخس، أجابه أبو أنس: «الخس لا نعرضه على البسطة، بل نخلعه حسب الطلب، أو نترك للزبون حرية خلعه بيده، والغالبية يفضلون ذلك». خلع أبو أنس الخسّة التي طلبها زغلول، وصاح ضاحكاً: «هذا الخس ضد كورونا».

Email