قصة خبرية

اللاجئون السوريون في لبنان.. حزنٌ على موائد الإفطار

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال الحرب السورية الممتدة منذ نحو تسع سنوات تنتج صنوف المعاناة والموت، في صور يشاهدها العالم، تبكيه أحياناً، إلّا أنّه ما يلبث أن يطويها ويمضي.

ولعل السؤال الذي يتقافز إلى الأذهان: أوليس هناك ظلم ما لم تشهد عليه صورة جسد متجمّد أو غريق أو محترق أو ممزّق؟، يغيب كل ذلك لينضم إلى ما سبقته من صور في غياهب النسيان.

يجسّد المشهد الأول سعي اللاجئة السورية فاطمة للعمل وهي الأم لخمسة أطفال.

تمتلك الأرملة الأربعينيّة، بعض الحبوب المتبقية من صندوق الإعاشة، فيما اللحم والحليب وثياب عيد الفطر لأطفالها فهي من الكماليات التي ليس إليها من سبيل، تتمتم فاطمة بهذه الكلمات وهي تشيح برأسها جانباً لمداراة دموعها.

ويروي المشهد الثاني الحيرة التي تنتاب اللاجئة السورية مريم (54 عاماً)، وهي تفكّر كيف ستؤمّن إفطار العائلة المؤلّفة من سبعة أفراد، وهي التي تقطن منذ ثلاثة أشهر في غرفة صغيرة قدّمتها لها بالمجان إحدى العائلات اللبنانية، خلت من كل شيء.

تجد مريم صعوبة كبيرة في إعداد مائدة الإفطار، فلا أدوات طبخ ولا موقد للطهي أو ثلاجة، إذ يأتي الإفطار من مساعدات الجمعيات الخيرية والمحسنين.

ورغم هذا الواقع يملأ اليقين قلب مريم قائلة: «الحمد لله، ما حدا بيموت من الجوع». يحكي ثالث المشاهد عن اعتماد أم أحمد على ابنها البكر والذي يعمل في محل للإطارات، في تأمين وجبة الإفطار لأسرتها المكونة من ثمانية أشخاص.

لا يستطيع إبن الـ 15 ربيعاً فعل أكثر مما يفعله لتأمين طعام الأسرة، فيما لا تعرف أم أحمد شيئاً عن المنظمات الدولية أو غيرها، ويحدوها الأمل في أن تجد جمعية تؤمّن كسوة العيد لأطفالها، بما يدخل إلى قلوبهم لحظات من الفرح المسروق.

معاناة

هذه المشاهد تروي بعضاً من حكايات اللاجئين السوريين في لبنان، على مساحة قراه وبلداته ومدنه، خلال رمضان، بعضهم لا يلجأ إلى طلب المساعدة إلا في حال العجز عن تأمين المتطلّبات، رجال يعملون في كل شيء، لتأمين مردود مادي لإعالة أسرهم.. نساء مسؤولات عن إعالة الأسر وحمايتها، نازحات كنّ أم هاربات في الجرود على الحدود بين سوريا ولبنان في ظروف تحفها المهالك أحياناً، لا يتركْن فرصة للعمل في الزراعة، وفي الخدمة المنزليّة، إلا وأقلبن عليها رغم ضعف العائد.

ويعمل أطفال من عمر سبع سنوات وما فوق، إناثاً وذكوراً، في الزراعة، ويمكن أن تجد طفلاً لم يتجاوز السابعة عائداً محمّلاً بخمسة كليوغرامات من البطاطا، هي أجرته عن ثماني ساعات عمل.

Email