من هي الدولة التي ردّت الجميل لمصر؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

في نهاية هذا الشهر تكمل العلاقات المصرية الصينية عامها الرابع والستين. وهي علاقة تعبّر عن تلاقي حضارتين عريقتين، قبل أن تكون علاقة سياسية أو تجارية.

ومع قيام جمهورية الصين الشعبية في أكتوبر 1949 ونجاح ثورة يوليو 1952 في مصر، تلاقت توجهات البلدين في تبني والدفاع عن قضايا التحرر في إطار العلاقات الثنائية أو في إطار منظمة عدم الانحياز.

وفي 30 مايو 1956 كانت مصر أول دولة عربية وأفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، وكانت تلك الخطوة منطلقاً لعلاقات راسخة، تجلت في كون مصر من أوائل الدول التي ترسل مساعدات للصين لمواجهة وباء كورونا، ثم ردت الصين الجميل بإرسال ثلاث شحنات من المساعدات، آخرها كانت يوم أمس السبت، قبل أقل من أسبوعين على الذكرى السنوية لإقامة العلاقات الدبلوماسية.

وزارة الصحة والسكان أعلنت أمس، عن استقبال شحنة ثالثة من المساعدات الطبية الوقائية لمكافحة «كورونا» هدية من الصين. ووجهت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، الشكر، لجمهورية الصين الشعبية حكومة وشعباً، على هديتها لمصر للمرة الثالثة.

وكانت الوزيرة من أوائل المسؤولين الدوليين الذين زاروا الصين في بداية ظهور الجائحة.

أكبر حجماً

وكانت وسائل الإعلام المصرية ذكرت أن الشحنة الثالثة أكبر حجماً من الشحنتين السابقتين، حيث تزن 30 طناً من المستلزمات الطبية الوقائية، وتتضمن مليون كمامة طبية، و150 ألف كمامة «N95»، و70 ألف مجموعة من الملابس الطبية الوقائية، و70 ألف قفاز طبي، بالإضافة إلى 70 ألف كاشف خاص بتحاليل فيروس كورونا المستجد، و1000 جهاز قياس درجة حرارة، وتم تعقيم الشحنة بالكامل، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية فور وصولها مطار القاهرة الدولي.

وكانت مصر استلمت الشحنة الأولى في إبريل الماضي وبلغت 4 أطنان من المستلزمات الطبية الوقائية عبارة عن 20 ألف كمامة «N95»، و10 آلاف من الملابس الوقائية، بالإضافة إلى 10 آلاف كاشف خاص بفيروس كورونا المستجد، كما تم استلام الدفعة الثانية في نفس الشهر، وبلغت 4 أطنان وتضمنت 70 ألف كاشف تحليل لفيروس كورونا، و10 آلاف كمامة طبية «N95»، و10 آلاف مجموعة من الملابس الوقائية.

السفير الصيني في القاهرة لياو ليتشيانغ، ربط بين هذه الشحنات والذكرى الـ 64 لولادة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين، مؤكدًا أن وصول هذه الشحنات إلى مصر في هذا التوقيت مثال حي على عمق وقوة العلاقات في مختلف المجالات، والشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

رد الجميل

وقال السفير: «مصر مدت يد العون للصين من خلال إرسالها شحنات من المستلزمات الوقائية والمساعدات في بداية الأزمة، والآن نقوم برد الجميل».

يذكر أن وزيرة الصحة والسكان زارت جمهورية الصين الشعبية، في الأول من شهر مارس الماضي، محملة برسالة تضامن، من الرئيس عبد الفتاح السيسي وهدية من الشعب المصري، عبارة عن شحنة من المستلزمات الطبية الوقائية، في إطار العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى تبادل الخبرات حول الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.

هدايا مجتمعية

وإضافة إلى الشحنات الثلاث التي قدمتها الحكومة الصينية لمصر، قام عدد من الشركات ومؤسسات المجتمع الصيني، بإهداء مصر كميات من المستلزمات الطبية الوقائية، كما تم عقد 6 اجتماعات بين خبراء الصحة في البلدين، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، لتبادل الخبرات بشأن مواجهة «كورونا»، إضافة إلى التعاون المشترك بمصنع الكمامات الطبية في مصر، الذي يعمل بخمسة خطوط إنتاج، ومن المقرر أن تبلغ إنتاجيته نصف مليون كمامة يومياً.

وكانت مؤسسة المجتمع المدني الصينية «علي بابا» أهدت وزارة الصحة المصرية شحنة مساعدات طبية تبلغ 4.7 أطنان من المستلزمات الطبية والوقائية.

وفي 22 أبريل الماضي، قدمت شركة cscec الصينية؛ حزمة من المساعدات الطبية لمصر، في إطار التعاون الشركات الصينية مع مؤسسات الدولة وشركات المقاولات المصرية العاملة بمشروع منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة «أبراج العاصمة»، لتحقيق معايير الصحة والسلامة للعاملين بالمشروع، من خلال غلق الموقع بعد التأكد من سلامة جميع العاملين به، للتعامل مع أزمة «كورونا»، من حيث الحرص على استمرار العمل بوتيرة منتظمة، مع الحفاظ على صحة وسلامة العاملين.

وكثيراً ما أشاد المسؤولون الصينيون بالإجراءات الاحترازية الفعالة التي اتخذتها مصر لمواجهة الفيروس منذ انتشاره، مستشهدين بتقدير منظمة الصحة العالمية لخطوات مصر في مواجهة الفيروس، ومؤكدين يقينهم التام بأن مصر ستتغلب على هذا الفيروس في أقرب وقت ممكن تحت قيادتها الحكيمة".

Email