شباب مصر.. «أولاد بلد» وقت الأزمات

مبادرات شبابية بالقليوبية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يجوبون الشوارع والأزقة والحارات في مصر، بحثاً عن أسر تحتاج مساعدة، وينشرون ثقافة الوعي الصحي وتقليل عوامل انتشار العدوى بفيروس كورونا. يقول أحدهم في موقع للتواصل الاجتماعي «إن هذا هو شعب مصر وشباب مصر.. ألم يقل الفنان الراحل الشيخ إمام: صباح الخير على الورد اللي فتّح في جناين مصر؟.. هؤلاء هم الورد الذي يتفتح حين تحتاجه مصر».

ففي اللحظة التي أعلنت وازرة الصحة عن وجود حالات كورونا في مصر، هب شباب مصر لإيجاد دور لهم تجاه الوطن في ظل هذه الأزمة، فانطلقت المبادرات الشبابية الخيرية لدعم الأسر المتضررة من «كورونا» في المدن والقرى والنجوع.

شباب مصر منذ تفشي الفيروس، وهم يمثّلون الرديف الفاعل للجهات المعنية بمكافحة الوباء، في المؤسسات الصحية والقوات المسلّحة. يشاركون في النظافة والتعقيم ونشر الوعي الصحي، ويبحثون عمن يحتاجون مساعدة؟

في مدينة المنيا مثلاً، أطلقت مجموعة من الشباب المتطوعين، مبادرة لنشر ثقافة الوعي الصحي، لحث المواطنين على ضرورة التعقيم أولاً بأول حماية لهم ولمن حولهم. الحملة بدأت بتركيب ممر تعقيم ذاتي بجوار شارع سيدي حبيب الذي تم عزله، عقب اكتشاف عدة حالات مصابة بفيروس كورونا في المنطقة، وفقاً لقناة «روسيا اليوم».


تحدي الخير

كانت جمعية رسالة، أطلقت مبادرة «تحدي الخير» في مواجهة كورونا وتأثير الوباء على الطبقات الأكثر احتياجاً من عمال المياومة والحرف اليدوية الذين تأثروا بشده بانقطاع أعمالهم. ولقي هذا التحدي استجابة واسعة، حيث نجحت المبادرة في تغطية الاحتياجات الأساسية المالية والغذائية لـ 100 ألف أسرة لمدة شهر، بمتوسط 500 جنيه للأسرة الواحدة، على أساس أن الأولوية في منح التبرعات للأسر التي تكفلها المرأة المعيلة.

ولعبت مبادرة «القناطر الخيرية بلا غلاء» التي أطلقها الصحافي أحمد أبو ليلة، من خلال غروب «مجتمع القناطر الخيرية» على فيس بوك، دوراً مجتمعياً لافتاً. وتنقل «بوابة أخبار اليوم» عن أبو ليلة قوله إنه مع فرض الحظر استغل عدد كبير من التجار الأزمة وضاعفوا أسعار الخضراوات والفاكهة وزاد ذلك في أول خميس بعد فرض الحظر، فاتفق عدد من شباب القناطر الخيرية على شراء كميات من الخضروات الأساسية (طماطم، بطاطس، بصل، ليمون).

وفي هذه الأثناء علم تاجر جملة بالمبادرة فعرض عليهم توفير هذه السلع، وأضاف لها الكوسا والفاصوليا والثوم والباذنجان والفلفل، بالإضافة إلى البرتقال والتفاح والجوافة.

وذكر أنه تم توفير الخضراوات بسعر الجملة مضاف لها ثمن توصيل الطلب وهو 5 جنيهات لسائق التوكتوك، مشيراً إلى تفاعل الأهالي مع المبادرة، فكان سكان كل عقار يجمعون طلباتهم حتى تصل لشباب المبادرة مجمعة. وهم بصدد إدخال الدواجن واللحوم في المبادرة، كما أن هناك جانباً خيرياً لتوزيع شنط رمضان على المحتاجين.

مسؤولية وانتماء

تقول الدكتور هالة منصور، أستاذة علم الاجتماع بجامعة بنها، إن هذه المبادرات بمثابة نوع من أنواع المسؤولية الاجتماعية التي تعطي الإنسان شعوراً بقيمته في المجتمع، كما تعزز الانتماء للوطن. وتؤكد أن هذه المبادرات تفعل للصالح العام، ولها مردود إيجابي سواء على المجتمع أو المستفيدين من هذه المبادرات مستقبلاً، مشيرة إلى أن هذا يدعم تماسك المجتمع وقوته.

وأوضحت أستاذة علم الاجتماع بجامعة بنها أن هذه الحالة إيجابية وبادرة إنسانية طيبة، مشددة على ضرورة التآلف مع بعضنا لتسهيل الحياة ودعم وحدتنا في وجه هذا المرض. وذكرت أن وجود هذه المبادرات تخفف من الذعر من هذا المرض، كما يدعم حالة اجتماعية إيجابية يمكن استثمارها جيداً بعد الخروج من أزمة كورونا.


سلة غذاء

وعلى مسار مبادرات التخفيف من وقع فرض حظر التجوال، أطلقت مؤسسة مصر الخير الاجتماعية الخيرية في مارس، مبادرة لتقديم سلة غذاء، إلى جانب أدوات طبية متكاملة، إضافةً إلى المساهمة في توفير أدوات للأطباء بمستشفيات العزل، كما وقّعت المؤسسة بروتوكول تعاون، بغرض تزويد مستشفيات الحجر الصحي في مصر بـ10 أجهزة تنفس اصطناعي، بهدف تعزيز قدراتها، وإمدادها بالأجهزة الطبية اللازمة، وتدعيم المنظومة الصحية في مصر، لمجابهة خطر تفشي فيروس كورونا.

وأطلقت كلية الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا حملتها الثانية، لدعم الدولة في الإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار فيروس كورونا، وذلك تحت عنوان «متنساش اللي حواليك». وتدعو الحملة الشباب بأن يحثوا أسرهم عند شراء الاحتياجات المنزلية بتخصيص جزء بسيط من تلك المشتريات لمن حولهم؛ للمساهمة في نشر فكرة التكافل، ورعاية المحتاجين.

Email