الاحتلال ينتقم من عائلات الأسرى بهدم منازلهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تتوقف سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن سياسات القمع والتنكيل بحق الشعب الفلسطيني وأسراه في سجون الاحتلال، وبخاصة سياسة هدم منازل الأسرى، وإصدار أوامر عسكرية لملاحقة مخصصات عائلات الأسرى، وقد صعّدت هذه السياسات في ظل انشغال العالم بجائحة «كورونا».

ويحاول الاحتلال تبرير هذه السياسة بأنها تهدف للردع، في حين يعلم أنه يطبقها منذ اغتصاب فلسطين سنة 1948، ولم تؤد للردع، ولم تحقق أية نتيجة سوى تأجيج جذوة الرفض الفلسطيني للاحتلال، وسياساته لا خوف أو تراجع. ويعرف الاحتلال أن انتفاضة 1987 كان وقودها جيل ما بعد احتلال الضفة، والقدس سنة 1967، وهو الجيل الذي رآهم قادة الاحتلال أنه «سينسى»، لذلك تؤكد المؤسسات الحقوقية، والفلسطينيون أن هذه الإجراءات ليست سوى محاولات لاستهداف الوجود الفلسطيني، من خلال أدوات تنكيلية وانتقامية.

وبين مجموعة من الأساليب الممنهجة، التي نفذها الاحتلال، والتي وصفها نادي الأسير الفلسطيني بأنها بمثابة حرب على عائلات الأسرى: استدعاء عائلات الأسرى للضغط على أبنائهم المعتقلين، من أجل انتزاع اعترافات منهم في التحقيق أو اعتقالهم بغية الحصول على معلومات، أو لمجرد الانتقام.

وشملت هذه الإجراءات التنكيلية آباء وأمهات المعتقلين وأشقائهم، إضافة إلى عمليات الاقتحامات المتكررة لمنازلهم، وتنفيذ اعتداءات وعمليات تخريب لمحتويات المنازل والأملاك.

4 منازل

ومنذ مطلع العام الجاري هدمت سلطات الاحتلال 4 منازل لعائلات الأسرى أحمد قنبع من جنين، وليد حناتشة، ويزن مغامس من رام الله، إضافة إلى منزل عائلة الأسير قسام البرغوثي، الذي جرى هدمه فجر اليوم في بلدة كوبر شمال غربي مدينة رام الله.

وأكد نادي الأسير أن الأسير البرغوثي المعتقل منذ 26 أغسطس 2019، تعرض للتعذيب الشديد في مركز تحقيق «المسكوبية» لما يزيد على 80 يوماً، وفقاً لنادي الأسير الذي أكد أن عائلة الأسير البرغوثي لم تسلم من التكميل، حيث جرى اعتقال والدته وداد، وشقيقه كرمل في مطلع سبتمبر العام الماضي، وأُفرج عن والدته بشروط، وعن شقيقه بعد اعتقال دام 7 شهور.

وفي مارس الماضي، هدم الاحتلال منزلي الأسيرين يزن مغامس، ووليد حناتشة في رام الله، علماً أن الأسير مغامس معتقل منذ 11 سبتمبر 2019، حيث تعرض لتعذيب شديد خلال التحقيق معه في معتقل «المسكوبية»، والذي استمر لما يقارب الشهرين، أما الأسير حناتشة تعرض أيضاً للتعذيب منذ اعتقاله في 3 أكتوبر 2019.

وهدمت قوات الاحتلال مطلع العام الجاري منزل عائلة الأسير قنبع للمرة الثانية في 6 فبراير، حيث هُدم المنزل سابقاً عام 2018، علماً بأنه معتقل منذ 17 يناير 2018، ولا يزال موقوفاً.

يُشار إلى أن قوات الاحتلال، وخلال العام الماضي 2019، هدمت منزل الأسير خليل يوسف جبارين من بلدة يطا، وعاصم البرغوثي من بلدة كوبر، ومنزل شقيقه الشهيد صالح.

كما هدمت منزل عائلة الأسير إسلام أبو حميد للمرة الرابعة، إضافة إلى منازل 4 أسرى من بلدة بيت كاحل شمال غربي الخليل هم: أحمد عصافرة، وشقيقه قاسم، ونصير صالح عصافرة، ويوسف سعيد زهور.

تنديد رسمي

وندد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية بهدم الاحتلال لمنزل عائلة الأسير قسام البرغوثي اليوم، في قرية كوبر. واعتبر أن هذا الإجراء «لا يقبله العالم لأنه يدخل في إطار العقوبات الجماعية على شعبنا».

وهدم الاحتلال في وقت مبكر من فجر اليوم المنزل المؤلف من طابقين وسط مواجهات مع سكان القرية. وقالت وداد البرغوثي والدة قسام «رسالتنا بعد الهدم هي رسالتنا قبل الهدم، أن الاحتلال هو الاحتلال، وأن الاحتلال مبرر وجوده وسر وجوده قائم على الهدم والقتل والتدمير».

وأضافت البرغوثي، وهي محاضرة في كلية الإعلام في جامعة بيرزيت، لتلفزيون «رويترز» من أمام منزلها، إن العائلة كانت تتوقع «هدم المنزل منذ أكثر من شهر، وتأخرت هذه اللحظة ليس لطفاً من الاحتلال ولا تأدباً منه، ولكن بسبب خوفهم من فيروس «كورونا». نحن طيلة الفترة نتوقع ونسهر الليل، ونعيش لحظات الترقّب والقلق.. لسنا وحدنا، بل القرية كلها تعيش هذه اللحظات».

ووقعت اشتباكات في القرية بين الشبان وقوات الاحتلال. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني: «طواقمنا تتعامل مع إصابة مباشرة بقنبلة غاز بالرأس، ما أدى إلى جرح كبير جداً، تم نقلها إلى مستشفى الاستشاري وأربع إصابات بالغاز تم علاجهم ميدانياً».

Email