«كورونا» يُنعش الزراعة في سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل عام كان الحديث عن القطاع الزراعي ضرباً من الرجعية الاقتصادية، إذ إن الاقتصاد العالمي اليوم تحول إلى صيغ جديدة، يقوم على اقتصاد النفط والطاقة عموماً، كذلك اقتصاد المعرفة مع تطور كبير في التكنولوجيا والاتصالات عن بعد.

مع هجوم «كورونا» (كوفيد 19) على العالم، تغيرت مفاهيم الاقتصاد ويمكن القول إن ثمة عودة إلى أصل اقتصادات سوريا، مع تزايد النصائح الطبية بضرورة تقوية الأجهزة المناعية، وتعالت النصائح الطبية بأن الوقاية من الفيروس ليست ممكنة في الوقت الراهن، ولابد الاعتماد على تقوية الجهاز المناعي، وهذا يعني في الوقت ذاته إلى إيجاد نظام غذائي جديد، يقوم على المنتجات الزراعية الطبيعية.

في دمشق بلغ سعر الليمونة الواحدة ما يقارب الدولار، كانت هذه على قدر ما هي مزحة، تداولها السوريون على وسائل التواصل الاجتماعي، بقدر ما هي كارثة اقتصادية، ذلك أن 70 في المئة من الأراضي الزراعية لم يتم استثمارها طوال السنوات الأخيرة حسب إحصاءات منظمات دولية. وعلى عجل تنبه السوريون لضرورة الاعتماد على المنتجات الزراعية، في ظل تنامي الأسعار وازدياد الطلب على الإنتاج الزراعي، في الوقت الذي يتقن الطبقة الفلاحية سرعة العودة إلى الحقل، باعتباره أقل كلفة وأكثر حاجة في الأوقات المقبلة.

نمو وعي

في ريف البوكمال الشرقي، يقول علي السلوم وهو مهندس زراعي، إن الطلب على البذار الزراعية أصبح مضاعفاً، فلم نشهد مثل هذا الإقبال على الزراعة. ويضيف السلوم لـ«البيان»، أن الوعي الزراعي في ريف البوكمال بدأ ينمو، وبدأ الاتجاه نحو الزراعة بشكل كبير، إذ اتجه مجموعة من الشباب إلى حقولهم، من أجل إعادة تأهيلها والاهتمام بها، حيث تتميز هذه المناطق بالخصوبة وسرعة التجاوب مع الزراعة. وأضاف، أن الخضار الآن هي محور الزراعة وخصوصاً البطاطا، التي تتميز بزراعتها في كل المواسم تقريباً، ما يعني المزيد من الأرباح والعمل المتواصل، بينما تعاني المنطقة أصلاً من البطالة على نطاق واسع.

كذلك الأمر في مناطق الداخل، حيث يقول أبو عمر السرميني في ريف حماة، إن كورونا نبهت الطبقة الفلاحية إلى أهمية الأرض وإعادة تفعيل الإنتاج الزراعي، حيث ارتفع حجم الطلب على المنتجات الزراعية، فضلاً عن التصدير إلى العراق ولبنان والأردن.

Email