علاج «كورونا» أونلاين في سوريا

حالات قليلة للإصابة بـ «كورونا» في سوريا | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كي لا يبقوا مكتوفي الأيدي، ويساعدوا في الوقت نفسه في تشجيع الناس على البقاء في منازلهم وعدم الخروج منها، قرر عدد من الأطباء في مدينة طرطوس السورية، إطلاق حملة يقدمون من خلالها الاستشارات الطبية «أونلاين» من دون أي مقابل مالي.

الحملة انطلقت في المحافظة الساحلية السورية قبل بضعة أيام، وهي تستقطب يومياً أطباء جدداً تأثّروا بفكرتها وعملوا على تخصيص جزء من وقتهم وجهدهم للإجابة عن استفسارات الناس كل حسب اختصاصه، الأمر الذي أسهم في تقليل الخروج للحصول على الاستشارات.

وفي حديث لـ «البيان»، أكد أحد الأطباء المشاركين في الحملة، أن الدافع الأساسي لانضمامه كان تراجع الوضع المادي لدى الكثير من الناس، بسبب توقف الأعمال والنشاطات التجارية في ظل إجراءات الحظر، حيث أصبحت زيارة الطبيب عبئاً جديداً يضاف إلى أعباء حياة السوريين.

ويتابع بأن منح المتصلين عبر «الواتس آب» أو «تلغرام» الاستشارة المجانية، ساعد في حصول الكثيرين على المعلومة الطبية التي يحتاجونها من دون تكبد أي مصاريف، وبالتالي شجعهم هذا الأمر على البقاء في المنزل حفاظاً على سلامتهم.

حملة تشجيع

يقول علي كتوب، مؤسس حملة «خليك بالبيت نحن منعالجك»، أن بداية الفكرة كانت من خلال مجموعة على السوشيال ميديا أطلقوها باسم «أنت بخير نحن بخير»، هدفها التوجه للتجار وتشجيعهم على البيع بدون ربح في هذين الشهرين.

كما توجهت الحملة لأصحاب البيوت ودعوتهم لمسامحة المستأجرين من الأجرة، ويتابع كتوب، بأنه بالإضافة لهاتين الشريحتين توجهت الحملة بالدعوة للناس لعدم تخزين الطعام ومواد التنظيف في منازلهم بأكثر من حاجتهم.

ويضيف: «أطلقنا الحملة الطبية التي كانت برعاية غرفة سياحة طرطوس، وفكرتها توفير التواصل المجاني بين المريض والطبيب بشكل مباشر عبر برنامجي التلغرام والواتس آب.

ويمكن من خلال هذا التواصل أن يشرح المريض علته، وأن يصف له الطبيب الدواء المناسب في حال أمكن ذلك، وفي حال احتاج الأمر لكشف من الطبيب يمكن للمريض أن يزور العيادة وبالمجان، كما يمكن عن طريق المراسلة إرسال الصور الشعاعية أو التحاليل الطبية والحصول على الشرح المناسب.

تفاعل متزايد

وعن تفاعل الأطباء مع الحملة، ذكر كتوب، أنه في بداية الحملة انضم عشرة أطباء ثم ارتفع الرقم لـ 23، ولاحقاً أصبح الرقم 60، وما زال مستمراً بالارتفاع، كما شملت قائمة المتطوعين غالبية الاختصاصات وتلقت دعماً من مختلف النقابات الطبية الموجودة في طرطوس.

وختم أنه توجد اليوم مشكلة مرضية نفسية بسبب الضجة الإعلامية المصاحبة لفيروس كورونا، لهذا كثرت شكوك الأشخاص بصحتهم. ومن خلال الحملة يمكن لمن لديه شكوك أن يستشير أهل الاختصاص ليعرف إن كانت الأعراض التي يعاني منها حقيقية أم مجرد خوف.

Email