«كورونا» يضاعف المبادرات الخيرية في المدن الجزائرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بين عائلات تسكن أسقف المباني وأخرى في غياهب الظلمات، بين أسر لا تعرف من أطباق رمضان سوى الاسم أو الرائحة، وبين أخرى احتارت كيف تسد رمقها في هذه الأيام العصيبة، جابت مجموعة «ابتسم الخيرية» التي تضم مجموعة من الشباب المتطوعين أحياء مدينة عنابة الجزائرية (600 كيلومتر شرقي العاصمة الجزائر) لإيصال المساعدات الغذائية التي سارع سكان الولاية «المحافظة» إلى التبرع بها في مشهد يعكس روح التضامن التي يتميز بها الشعب الجزائري في الأزمات.

وتشكلت في الجزائر سلسلة تضامن حقيقية لجمع تجهيزات طبية وصناعة مواد التطهير وتوزيع مواد غذائية، في ظل ضعف الخدمات الصحية، لمواجهة انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) حيث تجنّد الجزائريون من خلال التبرع مما يجمعونه للمصالح الصحية الأكثر احتياجاً.

ففي مدينة الأغواط التي تبعد بنحو 400 كيلومتر عن العاصمة الجزائر، أطلق أحد الشباب مبادرة خيرية للتقليل من الحركة ولتفادي جلب وانتشار فيروس كورونا تتمثل في مساعدة الأسر على اقتناء حاجاتها الضرورية وإيصالها لها. وهي المبادرة التي استحسنها سكان الولاية.

وأما في وهران (450 كيلومتراً) غربي العاصمة الجزائر، فتستخدم الجمعيات الخيرية تجربتها مع «قفة رمضان» وهو تقليد جزائري لتوزيع سلة تحتوي المواد الأساسية خلال شهر الصيام، في الأزمة الناجمة عن ظهور محرومين جدد بسبب توقف الكثير من النشاطات الاقتصادية. كما يقومون بتوصيل الوجبات للمستشفيات، بالتنسيق مع السلطات.

وفي تيزي وزو (100 كيلومتر شرقي الجزائر) يعمل الطلاب في جامعة مولود معمري على صناعة محلول كحولي للتطهير، بحسب ما نقلت وسائل الإعلام المحلية.

وكذلك برزت مبادرات تطوعية مثل وضع موزعات لمحلول التطهير في الأماكن العامة، وصنع أقنعة من القماش والتنظيف الجماعي للشوارع.

وإضافة إلى ذلك، هناك حملة توعية شاملة على شبكات التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام باستخدام شعار: «ابقَ في منزلك».

يأتي هذا في الوقت الذي أكد رئيس الوزراء الجزائري عبدالعزيز جراد، اليوم السبت، أن بلاده استطاعت أن تحد من انتشار الفيروس داعياً الجزائريين إلى التحلي بروح المسؤولية الفردية والجماعية للانتصار على هذه الجائحة.

Email