40 يوماً في الحجر.. تجربة قلبت مفاهيم علم الاجتماع

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن تجربة العزل الصحي، المفروض في فرنسا ومعظم دول العالم منذ منتصف مارس الماضي، تجربة سهلة، بل هي استثنائية لما تضمنته من عناصر نفسية واجتماعية جمعية، أهمها المفاجأة، وحالة التعميم، وفرض تغيير السلوك الجماعي «التقاربي» ونظريات الاختلاط والتواصل، وعشرات المستجدات الأخرى التي حولت المجتمع تحت وقع الخوف نحو سلوكيات جديدة، وطباع «مفروضة»، يصفها خبراء علم الاجتماع وعلم النفس بـ«الإيجابية»، وأن حالة الطوارئ الصحية في المجمل عادت على المجتمع نتيجة هذه التغييرات السلوكية بالإيجاب.

وتقول أستاذة علم الاجتماع بجامعة مرسيليا، أنيت، باتريك لـ«البيان» إن 40 يوماً من العزل غيّرت السلوك الجمعي للفرنسيين، وبالتأكيد شعوب أوروبا وأغلب دول العالم التي طبقت الحظر، لكني هنا أتحدث عن المجتمع الفرنسي بالتحديد لما نملكه من معلومات ناتجة عن تطبيق نظريات قياسية للسلوك خلال الـ40 يوماً الأخيرة، أهمها «النظافة الشخصية» .

كما ينبغي، وهو جانب كان مهملاً بشكل كبير، إضافة لسلوك التباعد الشخصي في التعاملات اليومية، واليوم بعد انتشار هذه الجائحة، وبشكل مفاجئ بات أغلب الفرنسيين مهيئين لتقبل الإرشادات والنصائح وتطبيقها.

سلوك إيجابي

من جهتها، قالت أستاذة الطب النفسي، أنديلا غال، إن جائحة «كورونا» بدلت سلوك الفرنسيين من الاستهتار إلى الالتزام بالتدابير الوقائية، وطول فترة العزل الصحي لمدة 40 يوماً حتى الساعة، ونهايتها 11 مايو أي 60 يوماً، كافية لتثبيت هذا السلوك «الإيجابي»، وتحويله من تغيّر طارئ إلى سلوك «طبع»، مستمر مع الشخص، ويعزز عملية استمراريته أنه بات عاماً، أو يمارسه معظم الناس بعد انتهاء فترة العزل الصحي، وهذا سيفيد ليس فقط في مواجهة «كورونا» في المستقبل، بل وجميع الأمراض الفيروسية والبكتيريا.

 

Email