سيلين.. براءة الطفولة التي وقعت في شباك «كورونا»

ت + ت - الحجم الطبيعي
رام الله - محمـد الرنتيسي

لم يستبق فيروس «كورونا» أحد.. لم يفرّق بين طفل يافع لين العود وكهل أخذ تعاقب السنوات من صحته الكثير. تمكّن الوباء القاتل من جسد الطفلة الفلسطينية سيلين التي لم تتجاوز ثمانية أعوام وشُفيت في نهاية المطاف حتى دون أن تعلم بإصابتها، إذ انتقلت لها العدوى من أمّها القادمة من تركيا. حرصت الأم المصابة على الابتعاد عن أطفالها، إلّا أنّ سيلين غافلتها واقتحمت عليها عزلتها دقائق معدودة كانت كفيلة بانتقال العدوى، لتبدأ رحلة العلاج مع سيلين التي لم تعلم بما أصابها من مكروه.

تمثّل حكاية سيلين، نموذجاً يحتذى في تحدي الوباء والرغبة في التعافي، لم تجزع الأسرة من المصاب الجلل ورفضت الانحناء أمام العاصفة، بل أعلنت التحدي وأصرّت على تحقيق الانتصار وتجسيد قوّة العزيمة علاجاً في مواجهة «كورونا». لم تجرؤ عائلة صلاحات على مصارحة طفلة غضة بما أصابها، لقد أخفوا عليها الأمر حتى آخر أيامها في الحجر الصحي، تحلوا بروح التحدي والعزيمة والإصرار مثلثاً سحرياً قفز بطفلتهم إلى بر التشافي وإعلان الانتصار.

تروي أم سيرين لـ«البيان»، كيف أخفت عن طفلتها الإصابة بفيروس «كورونا»، مضيفة: «كل ما كانت تعرفه سيرين أنني مصابة وأنها سترافقني في المستشفى فقط، كي لا تتركني وحيدة، بينما ستظل شقيقتها الصغرى ناي برفقة والدها في المنزل، حتى لا يكون وحيداً أيضاً، وكانت مهمتي صعبة ما بين الاهتمام بنفسي وسيلين أيضاً».

تمضي أم سيلين إلى القول: «كنا نعاني حرارة مرتفعة، وصداعاً وإرهاقاً شديداً، وضيقاً في التنفس، إلّا أنّ إرادة الشفاء كانت حاضرة، ويضاف إليها مجموعة المقوّيات وفيتامينات المناعة التي أعطيت لنا، كما أن الأطقم الطبية برعت في رعايتنا، وكنّا على يقين بأن الله لن يتركنا نواجه هذا العدو الخفي وحدنا. لقد شفيت سيلين أخيراً وانتصرت على الفيروس. من وراء كمامتها تنصح سيلين الجميع بالتزام التعليمات والبقاء في المنازل.
Email