قصة خبرية

تيماء.. أصغر بائعة «سوس» تفجّر تعاطف السوريين

ت + ت - الحجم الطبيعي

على الطريق بين معبر باب الهوى القريب من الحدود التركية ومخيمات الوليد في ريف إدلب، اختارت الطفلة تيماء أن يقع محلها الخاص ببيع المشروبات الرمضانية، فهذا الطريق استراتيجي لبيع المشروبات الرمضانية من عرق سوس وتمر هندي وجلاب.

سوبر ماركت تيماء في غاية البساطة؛ فهو عبارة عن لافتة صغير تكتب عليها المنتجات، وصندوق بلاستيكي تضع عليه طبق المشروبات، مع كرسي صغير عبارة عن حجر على قارعة الطريق، وهنا تبدأ تيماء بالبيع للمارة، خصوصاً أولئك الذين تأخروا عن موائدهم، فهي اختارت طريقاً ذا نشاط عالٍ لبيع كل ما لديها قبل أن تعود إلى المخيم.

صورة تيماء نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف الترويج لها والشراء من بضاعة هذه الطفلة، لكنها تحولت إلى أيقونة اجتاحت كل المواقع السورية ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت حديث رمضان، بل ذهب كتاب وشعراء إلى نظم الشعر في تلك الطفلة.

تيماء، التي تقطن في مخيم الوليد، تعاني هي وأهلها ظروفاً غير طبيعية، فهي تسكن في خيمة لا يتوفر فيها أدنى مقومات الحياة، لذا تضطر إلى الخروج عصراً حتى مغيب الشمس لبيع المشروبات الرمضانية، علها تؤمن ثمن إفطار عائلتها في اليوم التالي.

ويقول ناشطون في باب الهوى، إن هذه الطفلة تجلس في هذا المكان منذ السنة الماضية، وأصبحت معروفة للمارة وسكان المخيمات المحيطة، إذ كل من يعرف تيماء يفضل الشراء منها من أجل مساعدتها، فهي أصبحت ماركة على هذا الطريق.

تيماء ليست الطفلة الوحيدة التي تجلس على قارعة الطريق وتبيع المنتجات الرمضانية، فعلى طول هذا الطريق يجلس الأطفال ساعات قبل الإفطار لجمع ما تيسر من المال، والعودة إلى مخيماتهم غانمين إلى أهلهم.

مليون عائلة في الشمال السوري نزحت نتيجة الحرب الأخيرة في ريفي إدلب وحلب، وليس لديهم إلا خيار العمل بأية طريقة، حتى لو زجوا بأولادهم إلى قارعة الطرق.

Email