«كورونا» يتصدّر أناشيد السحور في غزة

مسحراتيان يناديان للسحور في غزة | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

في أول ساعات كل فجر حيث الهدوء ونسمات الهواء الصافية، ينتظر الفلسطيني يوسف أبو القمصان من مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، على أحد منافذ بيته انطلاق ساعات منبه المسحراتي كما ينتظر فاكهة الشهر الفضيل ليعلن عن بدء السحور.

وعند موعد السحور، ينطلق المسحراتي في شوارع المخيم، يرتدي زيه الخاص الذي يحبه الجميع لا سيما الأطفال، وبصوته الجهوري يوقظ الناس للسحور، وسط شعارات تطغو عليها سبل الوقاية من «كورونا». فالشاب عمر الشلفوح دأب على القيام بمبادرات جميلة للوقاية من الفيروس أثناء خروجه في ساعات ما قبل الفجر لإيقاظ النائمين للسحور.

يقول الشلفوح إن الأناشيد والمديح الذي يقوم به هذا العام يتناسب مع الحالة التي تعيشها غزة والعالم.

طقوس مختلفة

ويستقبل الغزيون رمضان بأجواء مختلفة بسبب الفيروس. ويوضح الشلفوح أنه قرر القيام بمبادرة إيقاظ الصائمين للسحور في ظل الحجر الصحي والإجراءات الاحترازية، بلباسه المزركش لإضفاء جو من الفرح على الصائمين. ويقول إنه يهدف من خلال هذه التجربة لإثبات أن الفلسطيني حاضر في كل مناسبة وقادر على القيام بكل ما لديه من إمكانيات ولو بسيطة للدعم معنوياً في ظل ظروف صعبة يعيشها المواطنون في غزة وآخرها أزمة «كورونا».

ويحمل الشلفوح طبلة لإيقاظ الصائمين مطلقاً الشعارات والعبارات الجميلة التي اعتاد عليها خلال شهر رمضان، إلا أن عبارات جديدة دخلت على قاموسه لتطغى شعارات الوقاية والدعوة للبقاء في المنازل على حديث المسحراتية.

صوت جذاب

«اصحى يا نايم وحد الدايم وادعي ربك يبعد البلا عنا وعنك، قوم اتسحر.. وغسل إيدك.. كورونا ما يصيبك». هذا ما استطاع الغزي أحمد أبو بكر من مخيم جباليا سماعه رغم سكون الليل مؤكداً، بأنه يسمع كذلك بعض الكلمات التي تدعو للوحدة الوطنية والمصالحة إلا أنه لم يستطع حفظها.

وفي هذا الشهر وفي أيامنا هذه يعد المسحراتي أحد أهم مظاهر الشهر الفضيل بصوته وأغانيه الندية بعد وقف جميع الصلوات والطقوس الرمضانية في غزة بسبب «كورونا». وينتظر الأطفال خروج المسحراتية بفارغ الصبر.

Email