يواجه السودان محنة كبيرة في ظل تفشي فيروس «كورونا» من جهة، والتداعيات الاقتصادية من جهة أخرى، لتجد الحكومة الانتقالية نفسها محاصرة بين فكّي هذه المعضلة في الوقت الذي كانت تطمح لتنفيذ برنامج إصلاحي كبير في كل القطاعات.
وفي واحدة من المؤشرات المقلقة اقتصادياً، ارتفع معدل التضخم إلى نحو 82% في مارس مقارنة بـ71 % في الشهر السابق بسبب ارتفاع أسعار الغذاء والوقود، بحسب بيان للجهاز المركزي للإحصاء.
ويعاني السودانيون منذ أشهر للحصول على الخبز ووقود السيارات والغاز المنزلي مع تسجيل طوابير انتظار طويلة. كذلك، تعاني البلاد من ارتفاع الدين الخارجي الذي راكمه النظام الإخواني المخلوع، وبلغ وفقاً لبيانات صندوق النقد الدولي، نحو 60 مليار دولار.
وتشكو الحكومة السودانية من عدم التزام عدد كبير من المواطنين بالحظر والإجراءات الخاصة بمكافحة الوباء. وفي هذا الإطار، أعرب وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية فيصل محمد صالح عن القلق من تزايد حالات الإصابة التي شملت تسع ولايات، بمعنى نصف ولايات السودان.
وأوضح في تصريح لوكالة الأنباء السودانية (سونا) أن تقارير تنفيذ الحظر بولاية الخرطوم أفادت بعدم التزام المواطنين بالحظر الكامل والمسموح به داخل الأحياء وللأغراض الضرورية، وأضاف أنه قد صدر توجيه بالحسم وإيقاف كافة وسائل المواصلات بولاية الخرطوم للحد من حركة المواطنين.
أمام هذه الأوضاع، حذرت الأمم المتحدة من أن السودان معرض لكارثة إنسانية سببها فيروس (كوفيد-19) إذا لم ترفع العقوبات المفروضة عليه ولم يتلق مساعدة مالية. وقالت ميشيل باشليه، مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إنه من دون هذا الدعم الدولي، قد تنهار عملية التحول الحالي للبلاد إلى دولة ديمقراطية ومستقرة.
وحذرت من أن «نقطة الانهيار يمكن أن تكون كوفيد-19». لا يزال السودان على القائمة الأمريكية السوداء للدول المتهمة بدعم الإرهاب الأمر الذي يمنع الاستثمار الأجنبي فيه ووصول المساعدات الدولية إليه. وبالتالي، لا يمكن للبلاد في الوقت الحالي الاستفادة من المساعدة المالية التي يقدمها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي إلى بلدان أخرى لمكافحة وباء «كورونا» المستجد.
وكان الإغلاق الذي فرضته الحكومة في إطار مكافحة الوباء، قد شمل عاصمة الإنتاج الزراعي في السودان، وهي ولاية القضارف، ومنعت قوات الأمن المنتشرة بالأسواق ومداخل المدن التجول نهاراً، وذلك بعد إعلان ظهور حالتي إصابة بفيروس «كورونا» بإحدى محليات الولاية.
