غادر فريق الخبراء الصيني العاصمة العراقية بغداد متوجهاً إلى بلاده، بعد 50 يوماً من العمل الشاق على الخطوط الأمامية لمجابهة مرض فيروس «كورونا». وجرى توديع رسمي للفريق في صالة كبار الزوار بمطار بغداد الدولي من قبل وزير النقل العراقي عبد الله لعيبي، ومدير عام شركة الخطوط الجوية العراقية، وممثل عن وزارة الصحة، وبحضور السفير الصيني في العراق تشانغ تاو.
وحسب «قناة الصين الفضائية العربية»، نقل الوزير لعيبي تحيات رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي وشكره وتقديره للفريق الطبي الصيني، وللجهود التي قدمتها الصين لمساعدة العراق في التصدي لـ «كورونا». كما قدم الوزير باقات ورد لأعضاء الفريق الصيني تعبيراً عن تقديره واحترامه للجهود المضنية التي بذلها الفريق مساندة للعراق لمجابهة الفيروس.
وقدم لعيبي في تصريحات للصحافيين بمطار بغداد الدولي الشكر والتقدير للفريق الطبي الصيني الذي «عمل على مدى 50 يوماً كاملة وبجهود حثيثة في بغداد والمحافظات للمساعدة في تحسين الواقع الصحي العراقي لمواجهة مرض فيروس كورونا». وأضاف، إن هذا الفريق الطبي كان له الدور الكبير في تعضيد ومساندة جهود وزارة الصحة العراقية، مشيداً بمواقف الصين الكبيرة في مساندة العراق لمجابهة مرض فيروس «كورونا» المستجد.
ثاني فريق
من جانبه، قال السفير تشانغ: «إن هذا الفريق، هو ثاني فريق طبي ترسله الصين إلى الخارج لمساعدة الأصدقاء في مجابهة مرض فيروس كورونا».
وأضاف: إن «هذا الفريق أمضى أطول مدة خارج الصين»، مبيناً أن ذلك يعود إلى العلاقات القديمة والتاريخية والحميمة بين الصين والعراق، وكذلك لأن واقع المؤسسات الصحية العراقية منهك بسبب الحروب.
وأوضح السفير أن الفريق الطبي الصيني زار خلال الـ50 يوماً التي قضاها في العراق تسع محافظات أي نصف العراق، وأجرى 27 ورشة تدريبية للأطباء والكوادر الصحية العراقية، فضلاً عن تدريبه لأكثر من ألف طبيب وموظف صحي عراقي.
ووصل الفريق الطبي الصيني الذي يتألف من سبعة خبراء كجزء من المساعدات الصينية للعراق في السابع من مارس الماضي لمجابهة تفشي «كورونا».
ويضم الفريق، خبراء في مجالات الوقاية من الأمراض المعدية ومكافحتها، وعلم الأوبئة، والعلاج الطبي المكثف، واختبار الحمض النووي.
7 أيام
وأنشأ الفريق الصيني المختبر البيولوجي الجزيئي (P C R) خلال فترة سبعة أيام بمدينة الكب وسط بغداد، وافتتحه وزير الصحة العراقي جعفر صادق علاوي، بحضور السفير الصيني لدى العراق تشانغ تاو في 25 مارس الماضي، ما عزز من قدرات العراق في فحص وتشخيص الحالات المصابة بـ «كورونا».
ونقل الفريق الطبي الصيني الذي أرسلته جمعية الصليب الأحمر، التجربة الصينية في التصدي للفيروس، والأساليب التي تستخدمها الصين في العلاج، ما ساعد العراق على تكوين البروتوكول العلاجي الوطني، لمعاجلة المصابين، وتشكيل لجنة خبراء من المختصين العراقيين.
وأنجز الفريق الصيني آخر مهامه عصر السبت عندما أكمل نصب وتركيب جهاز تصوير مقطعي محوسب (C T) في مركز «الشفاء» المخصص للحجر الصحي شرقي العاصمة، وقام بتدريب الكوادر الطبية العراقية على استخدامه.

