ما فتئت القاهرة تواصل دورها المتوازن في الملف السوري، الساعية من خلاله إلى دفع العملية السياسية لإنهاء الصراع المستمر منذ مارس 2011، والذي خلّف ملايين الضحايا، ما بين قتلى ومصابين ونازحين ولاجئين حول العالم.

الأسبوع الماضي - ورغم انشغال العالم بجائحة «كورونا» - شهد تواصلاً للاتصالات المصرية الهادفة لحلحلة الأزمة، بداية بلقاء وزير الخارجية سامح شكري مع وفد لممثلي منصة القاهرة للمعارضة السورية، ثم الاتصال الذي تلقاه من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، والذي بحث خلاله جهود التسوية السلمية في سوريا.

وفي هذه الاتصالات أكدت مصر عزمها على الاستمرار في دفع جهود إنهاء تسوية الأزمة السورية، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254، بما يحفظ وحدة واستقلال التراب السوري، ويُلبي تطلعات الشعب السوري، ويُعيد سوريا إلى موقعها الطبيعي على الساحتين الإقليمية والدولية.

يقول مدير المركز المصري للشؤون الخارجية، السفير منير زهران لـ«البيان» من القاهرة، إن الملف السوري «مهم جداً بالنسبة لمصر، والقضية السورية حاسمة في مستقبل العالم العربي، وتولي مصر اهتماماً كبيراً بمناهضة التدخلات الخارجية في الشأن السوري، والاعتداءات المتكررة على سوريا من أطراف إقليمية، إسرائيل وتركيا، كما تؤكد مصر مراراً وتكراراً ضرورة استقرار وسلامة الأراضي السورية، والسيادة الإقليمية لسوريا».

خط متوازٍ

وشدد زهران أن مصر «ترفض محاولات الافتئات على السيادة السورية، وتؤكد ذلك مراراً وتكراراً، كما ترفض الإرهاب بصوره وأشكاله كافة أياً كان، في خط متوازٍ مع مساعي القاهرة للدفع بالعملية السياسية، وبما يقره السوريون أنفسهم».

التوازن الذي يغلف التعامل مع الملف السوري، هو ما ميّز الدور المصري، ولا سيما أن القاهرة طرف مقبول من جميع الأطراف، وهو ما يؤكده السياسي السوري المقيم في القاهرة عادل الحلواني، والذي ثمّن عالياً الدور المصري في الملف السوري، باعتبار أنه ينطلق من الحرص على استقرار سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها.

وطبقاً لما أكده الحلواني لـ«البيان»، فإن مصر تقوم بدور متوازن جداً في هذا الملف، ذلك أن العمق العربي لسوريا دوره في غاية الأهمية، مشيراً إلى أن مصر ليس لها أي أطماع في سوريا، إنما تنطلق من الحرص على استقرار سوريا.