فرض التدخل التركي عقاباً جماعياً على المناطق الخاضعة للجيش الوطني في غربي ليبيا، بقطع جميع الخدمات عنها، ويواجه أكثر من مليون ليبي أوضاعاً كارثية نتيجة حرمانهم من الماء والكهرباء والمستلزمات الطبية والدواء والمؤونة والوقود والسيولة المالية ومنعهم من التحرك في اتجاه مناطق أخرى.

ويشمل الحصار مناطق طوق طرابلس المعروفة باسم النواحي الأربع، والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من 750 ألف ساكن، ومدناً مثل ترهونة وبني وليد وورشفانة والاصابعة بسبب دعمها للجيش الوطني.

واستنكر ملتقى قبائل النواحي الأربع صمت المؤسسات المدنية والمنظمات الحقوقية تجاه الحصار المضروب على المنطقة، كما كشفت مصادر مطلعة لـ«البيان» أن الحصار المفروض على مدينة ترهونة ( 80 كلم جنوب شرقي طرابلس) أدى إلى تردي الأوضاع وإلى وفيات بين مرضى الفشل الكلوي والنساء أثناء الولادة بسبب قطع الكهرباء عن المؤسسات الطبية وغياب الأدوية.

وقال المجلس الاجتماعي بترهونة في بيان له إن المدينة تتعرض منذ أكثر من أسبوعين لقطع دائم ومتعمد للتيار الكهربائي وخدمات الاتصالات بأكملها، وذلك أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي يشرعن على الليبيين حكومة ميليشيات وقطاع طرق.

وأكد عضو مجلس أعيان ترهونة عبد الرحيم البركي أن أهالي المدينة صامدون على الرغم من كل ما يمارسه عليهم من عقاب جماعي لأنهم مقتنعون بأن قضيتهم ومعركتهم شرعية.

ميدانياً، سيطرت القوات المسلحة الليبية على منطقة العقربية جنوب مدينة الجميل، المتاخمة للحدود مع تونس، وأقامت بوابات ونشر وحدات استطلاع متقدمة بالمنطقة لمراقبة تحركات ميليشيات حكومة الوفاق المدعومة بمرتزقة تركيا وعناصر إرهابية.

وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء أحمد المسماري، إن القوات المسلحة تسيطر على العقربية، موضحًا أن الميليشيات حاولت التقدم نحو القاعدة الجوية بمنطقة الوطية لجس نبض القوات المسلحة، وأضاف أن «قواتنا المسلحة الباسلة قامت بصدها».