تقارير « البيان »

اللاجئون السوريون في الأردن.. البقاء أفضل من العودة

لاجئون سوريون في الأردن | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

من دخل رضيعاً إلى الأردن، أصبح الآن طالباً في الصفوف الأساسية في إحدى مدارس مخيمات السوريين، يكتب ويرسم ما تحمله مشاعره تجاه وطنه سوريا، التي دخلت عامها العاشر من عمر الألم والحزن والتشتت، لمواطنيها الذين لجأوا لدول عديدة، كان الأردن من أكثر الدول استقبالاً لهم.

وبعد فتح معبر جابر في شهر أكتوبر من عام 2018، وصف المراقبون أن عودة السوريين إلى بلدهم هي عودة «خجولة»، لا يمكن الرهان عليها، حيث يوجد في الأردن نحو مليون وأربعمئة ألف سوري، قرابة نصفهم مسجلون بصفة لاجئ في سجلات مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، وعاد منهم ما يقارب 37 ألفاً منذ افتتاح المعبر.

السوريون بعد هذه السنوات من العيش المرير، ومراقبة ما يحدث في الميدان، ما زالوا يتساءلون، إلى أين تتجه بوصلتهم، وما المستقبل الذي ينتظرهم، وهل العودة ستسحبهم من جديد إلى مربع الاشتباك.

الأمن

رئيس مجلس القبائل والعشائر السورية في الأردن، علي الجاسم، يؤكد أن الحياة في الأردن صعبة، ولكنها آمنة، ومن الممكن المضي بها، وأن خيار العودة إلى سوريا، يعد من الخيارات المستحيلة عند عدد كبير من الأسر السورية، وخاصة من كان منهم معارضاً للنظام السوري، وتوجه إلى الأردن للاستقرار. يضيف الجاسم في تصريحات لـ «البيان»:

في الحقيقة، لا يوجد معنا ضمانات للعودة، وبالتالي، الأفضل البحث عن سبل تعزيز وجودنا في الأردن، ومنافذ تحسين حياتنا. والعائلات التي عادت، كان لديها ظروف معينة، وتحت اشتراطات دفعت بها للتوجه، سواء لدرعا أو لحمص أو لحماة، وغيرها من المدن، ووجهوا لنا رسائل واضحة بأن «الندم» هو سيد الموقف.

الشابة السورية هديل أبو خشيت (19 عاماً)، تقول: في الحقيقة، فإن ملامح المستقبل غير واضحة بالنسبة لفئة الشباب، ولكن لدينا من العزيمة والإرادة ما يكفي للتمكن من المواصلة وبناء أنفسنا بما هو مميز، لقد توجهنا إلى الأردن أنا وعائلتي في عام 2013، والآن أنا أدرس الطب في جامعة مؤتة، ولدي خمسة إخوة، جميعهم بعمر الدراسة، الآن أصبح الهم الأكبر لدى أبي، هو كيفية توفير التعليم لنا.

وبعد ذلك، من الممكن أن نفكر بالعودة، إضافة إلى أن أبي يعمل بمهنة الحدادة، ويستطيع تأمين معيشتنا، والكثير من الأساسيات متوفرة.

أضافت: بوصلة اللاجئين الأولى، هي البحث عن الأمان، والخروج من دائرة الحرب المرعبة التي تهدد حياتنا، وبالأردن، وجدنا هذه الأولوية. لن نعود إلا إذا هدأت المجريات تماماً، وعادت الحياة إلى ما كانت عليه، وهذا بالطبع يحتاج إلى سنوات كثيرة.

وبالرغم من أن أوضاع اللاجئين السوريين في الأردن ليست بالمثالية، إلا أن أغلبهم يجدون أن البقاء أفضل من العودة، وتهديد الأسر وتعريضها مجدداً للخوف.

 

Email