ضغوط مضاعفة تثقل كاهل السوريين في تركيا

سوريون

ت + ت - الحجم الطبيعي

«سوريون اضطروا إلى ترك أعمالهم والجلوس بالبيت، دون أي تعويضات أو دعم يساعدهم في التغلب على صعوبة الأزمة.. نعيش أياماً صعبة، والحكومة التركيّة اهتمامها منصب على الأتراك ولا تختصنا بقرارات داعمة في تلك الأزمة الصعبة على العالم بأسره».

راشد العبد، وهو اسم مستعار للاجئ سوري في ولاية غازي عنتاب التركية، تحدث لـ «البيان»، يقول إن «الأمور تزداد صعوبة على اللاجئين السوريين في تركيا، وهم الأكثر تضرراً من تفشي فيروس كورونا القاتل في البلاد.. هناك الكثيرون ممن توقفت أعمالهم تماماً، ولا يعلمون كيف يعيشون ويسددون ما عليهم من التزامات ضرورية خلال قادم الأيام».

العبد، الذي أبلغته إدارة الشركة التي يعمل بها مؤخراً بانتهاء عمله بنهاية الشهر الجاري، يتحدث عن المعاناة التي يواجهها السوريون في تركيا في زمن كورونا، بالإشارة إلى أن اهتمام النظام التركي الأول والأخير منصب على الأتراك والسوريين الذين حصلوا على الجنسية التركيّة، بعد أن أعلنت الحكومة التركية عن أنها تعتزم منح مليوني أسرة مساعدة نقدية، بقيمة ألف ليرة تركية لكل أسرة على حدة.. دون الحديث عن أي دعم لنحو أربعة ملايين لاجئ يشكلون الحلقة الأضعف في المجتمع«.

كما تحدث عن فقدان العديد من السوريين وظائفهم بسبب كورونا دون آليات تعويضية، ضارباً المثل بما تشهده الولاية التي يقطن فيها، بقوله:»المنطقة الصناعية في ولاية غازي عنتاب شبه متوقفة تماماً، وذلك بعد صدور القرارات الخاصة بالوقاية من كورونا، علماً بأن تلك المنطقة الصناعية في الولاية يتم تشغليها من خلال غالبية سورية«.

اللاجئون السوريون في تركيا، وباعتبارهم الحلقة الأضعف داخل المجتمع التركي، تفاقمت معاناتهم في زمن الوباء، وهم الذين استخدمتهم وتستخدمهم تركيا كسلاح لابتزاز أوروبا، وتتخلى عنهم عملياً في مواجهة الفيروس القاتل الذي يهدد العالم بأسره.

هذا ما يؤكده المحلل الاستراتيجي والسياسي الكردي، إبراهيم كابان، في حديثه مع»البيان«عبر الهاتف، والذي قال إن النظام التركي لم يقدم أي دعم للاجئين السوريين المقيمين على أرضه، وهو الذي كان يستخدمهم من أجل ابتزاز أوروبا كورقة ضغط يجني من ورائها المكاسب، والآن وبعد تفشي الفيروس حول العالم ينصب اهتمام النظام التركي الأول والأخير على الأتراك، دون غيرهم، حتى لا يفقد أردوغان المزيد من شعبيته.

وأفاد بأن»تركيا لا تبدو مهتمة كثيراً بمسألة أن تكون هناك أنظمة حماية للاجئين في فيروس كورونا داخل تركيا أو في المناطق التي تسيطر عليها في الشمال السوري، والنظام التركي يركز جل اهتمامه على الوضع الداخلي بخصوص الفيروس، خشية على شعبيته من أن تلحق بها مزيد من الخسائر حال تفاقم الوضع الخاص بكورونا خلال الفترة المقبلة«.

وتحدث كابان عن الضغوط التي يواجهها اللاجئون السوريون في تركيا، والمعاناة المتزايدة في ظل الإجراءات المرتبطة بالوقاية من كورونا، ذلك أن كثيرين منهم توقفوا عن العمل، وسيبقوا قيد الإقامة في منازلهم حتى انجلاء الأزمة، ولم يخصص لهم النظام التركي أياً من المساعدات أو الأموال التي كان يحصل عليها من الاتحاد الأوربي، في سبيل دعمهم ومساندتهم في تلك الأزمة، ناهيك عن النقص الشديد في القطاع الطبي بتركيا.

البروفيسور إيماره ألتنيدس، أستاذ علم الأحياء في جامعة بوسطن، تحدث في حديث نشرته مجلة»نيويوركر) الأمريكية،حول مدى تأثير تواجد اللاجئين السوريين على الأراضي التركية، بقوله -حسب ما ترجمته تقارير صحافية- إنه من القواعد العامة المتعارف عليها فإن الأمراض المعدية الوبائية تؤثر دائمًا على الحلقات الأضعف في المجتمع، وهم الفقراء والطبقة العاملة واللاجئون والمساجين. لذا، ولأنه يوجد على التراب التركي ما يقرب من أربعة ملايين لاجئ، ويوجد اتفاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي منذ عدة سنوات، تحصل تركيا بمقتضاه على ميزانيات لتوفير العناية والرعاية والغذاء والدواء للاجئين، إلا أنه خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، لم تتطرق وسائل الإعلام التركية ولا تصريحات المسؤولين إلى ذكر لهؤلاء اللاجئين، وبالطبع فإنه من المتوقع أن هؤلاء اللاجئين سيتعرضون لأبلغ الضرر أثناء الجائحة.

Email