اللاجئون.. ضغوطٌ مُضاعفة أمام جائحة «كورونا»

اللاجئون ضمن الحلقات الأضعف في سلسلة التصدي للوباء أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

«أتحدث عني وعن وضع أكثرنا بالغربة.. لوين رايحة أمورنا؟ هلا مرق شهر على هيك وضع، لا شغل ولا شيء، بس مصروف أجور بيت ومحل أو بيت بس، وكهرباء وغاز ومي وبواب وأكل وشرب ودواء، وغيره وغيره».. يروي السوري (ن.ح) المقيم في القاهرة، جانباً من المعاناة التي يعيشها وغيره، في ظل الإجراءات المُتخذة للوقاية من تفشي فيروس «كورونا» (كوفيد- 19).

وهو الذي تضرر عمله، وظلّ بالبيت في ظل «كورونا»، ما كبدّه كثيراً من الأضرار المادية والمعنويّة، تزيد من أعبائه كلاجئ، دون حماية أو دعم يقيانه من ذلك المصير.

المصروفات صارت تثقل كاهله، فقد صار مطالباً بسداد الإيجارات والفواتير المختلفة، مثله مثل الكثيرين ممن يعانون الأمرّين مع الجائحة. لكن ربما هو مع ذلك الوضع، أفضل كثيراً من آخرين يعيشون في مخيمات تفتقد أدنى معايير الرعاية الصحية، أو ممن يواجهون صعوبات هائلة في بلدان أخرى، تجعل جائحة «كورونا»، أشد صعوبة عليهم، وتزيد من معاناتهم.

الحلقة الأضعف
«اللاجئون» ضمن الحلقات الأضعف في سلسلة مواجهة «كورونا»، في ظل انشغال دول العالم كل بأوضاعه الداخلية، ومع ضعف مظلة الحماية الدولية.

يقول المحامي المختص بشؤون اللاجئين السوريين في مصر، عصام حامد، لـ «البيان»، إنه «حتى اللحظة، وبينما العالم أجمع يعاني من تداعيات جائحة فيروس «كورونا»، الوضع بالنسبة للاجئين السوريين حول العالم كما هو عليه، من حيث إجراءات الحماية والدعم المقدمة إليهم.. لا توجد أي إجراءات جديدة، بالتزامن مع أزمة «كورونا»».

وتحدث حامد عن ضعف نظام الحماية الدولي بالنسبة للاجئين السوريين حول العالم، مشيراً إلى أن أوضاعهم قبل «كورونا»، هي نفسها الآن، لافتاً إلى أن «أي انتشار للفيروس في صفوف اللاجئين بالمخيمات حول العالم، يشكل كارثة، نظراً لضعف نظام الحماية، وعدم توافر الأنظمة الصحية لعلاج أبسط الأمراض، ومن ثم يُطلب من اللاجئ المصاب أن يعزل نفسه بنفسه».

«هذا العالم الذي وقف منذ شهور طويلة، يتفرج على معاناة اللاجئين الجدد والنازحين في مناطق إدلب والشمال السوري، ورأى عذاباتهم في البرد والشتاء القارص، وغرقهم في الوحل، دون أن يتصرف، لن نستغرب إهماله لهم في مواجهة «كورونا»»، هذا ما يؤكده السياسي السوري البارز، د. رياض نعسان أغا، لـ «البيان».

وشدد أغا على أن «العالم كله يعلم أن هناك أربعة ملايين إنسان مهددون بـ «كورونا»، وبينهم مليون ونص مليون، يعيشون تحت أغصان الأشجار، بلا ماء أو دواء أو غذاء أو غطاء.. إنه وضع مأساوي جداً».

أبرز العقبات
من جهته، يرصد رئيس المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان، أيمن نصري، أبرز العقبات التي تواجه اللاجئين في زمن «كورونا»، باعتبارهم من بين أبرز الحلقات الأضعف أمام مواجهة تلك الجائحة.

وشدد لـ «البيان»، على أن «اللاجئين في معظم دول العالم، يعيشون في ظروف معيشية صعبة للغاية، لأن معظمهم يعيشون في مخيمات على الحدود بين الدول، وفي الصحراء، يفتقدون فيها لأبسط معايير السلامة الأمنية والصحية والبيئية.. والأطفال وكبار السن، أكبر الفئات المتأثرة سلباً من هذا الوضع، والذي يمتد في بعض الحالات لعدة سنوات، كما هو وضع اللاجئين السوريين، على سبيل المثال».

أما ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، دومينيك بارتش، فيعتقد أن أحد الإنجازات الرئيسة للمفوضية، هو التعاون الوثيق المستمر مع الحكومة الأردنية، التي تواصل قيادة الطريق، من خلال حسن استضافة اللاجئين، حيث يستطيع اللاجئون في الأردن، الوصول إلى أنظمة الصحة العامة والتعليم، وهذا ليس الحال دائماً في البلدان الأخرى.

حالات مزمنة
وفي تعليقه حول التحديات التي تواجه المفوضية، أوضح لـ «البيان»، أن هنالك تحديات يجب تجاوزها، وإيجاد حلول لها، إلى غاية الآن، هنالك ما يقارب 80 % من اللاجئين في الأردن، تحت خط الفقر، ويعيشون بأقل من 3 دولارات في اليوم، وهو ما يعادل أكثر من 500 ألف شخص. إضافة إلى وجود حوالي 84 ألف طفل لاجئ في سن الدراسة، 35 % منهم لم يسجل في أي برنامج تعليمي، علاوة على أن هنالك ما يقرب من 90 % من اللاجئين، اقترضوا أموالاً لتلبية احتياجاتهم الأساسية، و31 % من اللاجئين، يعانون من حالات طبية مزمنة، تؤثر في حياتهم اليومية.

Email