ندوة «تريندز»: «كورونا» لن ينهي النزاعات الإقليمية والدولية

جانب من الندوة التي عقدت عن بُعد البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد عدد من الخبراء والباحثين، أن العالم يمر بفترة عصيبة بانتشار فيروس «كورونا»، وأن هذا الوباء قد يحدث تغييرات واسعة وعميقة في العالم في المستقبل القريب. وأشاروا إلى أن وباء «كورونا» ربما يؤدي إلى تعزيز التعاون الدولي في المستقبل، ولكن الأزمة لن تنهي النزاعات الإقليمية والدولية، بل قد تفاقمها.

جاء ذلك، خلال ندوة علمية نظمها مركز «تريندز للبحوث والاستشارات»، عن بُعد، مساء الثلاثاء، تحت عنوان «مواجهة تحديات وباء «كورونا» المستجد: مشهد عالمي جديد»، إلى ضرورة تعزيز التعاون الدولي، لإيجاد حلول ذكية مستدامة لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد «كوفيد-19».

وأكد الدكتور محمد عبد الله العلي مدير عام مركز «تريندز للبحوث والاستشارات»، أن الأفكار والرؤى التي نوقشت خلال الندوة، تنطوي على قدر كبير من الأهمية، لأنها ألقت الضوء على تجارب العديد من الدول في مواجهة فيروس «كورونا»، والدروس المستفادة منها، معبراً عن أمله في أن تسهم مخرجات الندوة، في دعم جهود الجهات والمؤسسات المعنية بإدارة الأزمة، على الصعيدين الوطني والإقليمي.

فترة عصيبة

في وقائع الندوة، استعرض البروفيسور موريزيو باربيشي مستشار المدير التنفيذي لبرنامج طوارئ الصحة العالمية لدى منظمة الصحة العالمية، رؤية المنظمة لمواجهة وباء «كورونا»، مشيراً إلى أن العالم يمر بفترة عصيبة، وأن الوباء قد يحدث تغييرات واسعة وعميقة في العالم في المستقبل القريب، في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والتجارية والرياضية. وأكد أن الإجراءات التي اتخذتها العديد من دول العالم لاحتواء انتشار الوباء، مثل تعليق الرحلات الجوية، لم تكن فعالة بما يكفي، ولهذا، من المهم البحث عن حلول ذكية، تقضي على الوباء بشكل تام.

وأكد البروفيسور جُلفراز خان رئيس قسم الأحياء الدقيقة الطبية والمناعة في كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات، أن وباء «كورونا» كشف بوضوح، ضعف الاستعدادات الدولية في التعامل مع الأوبئة المتفشية، وشدد على ضرورة تعزيز الاستثمار في الأبحاث العلمية بشأن الأوبئة.

وتحدث الدكتور حسين إيبش، باحث بمعهد دول الخليج العربية في واشنطن، عن التداعيات السياسية والأمنية لفيروس «كورونا» على العالم، مشيراً إلى أن أزمة وباء «كورونا»، ربما تؤدي إلى تعزيز التعاون الدولي في المستقبل، لأنه ليس في مقدور دولة أو مجموعة دول، مهما كانت قدراتها، أن تتصدى لهذه النوعية من الفيروسات.

وأشار إلى أنه في الوقت الذي يفترض أن تؤدي فيه هذه النوعية من الأوبئة إلى تركيز جهود جميع دول العالم على قضايا التعاون من أجل مواجهتها، فإن السلوك المثير للقلق من جانب بعض الدول، لا يزال قائماً، ولهذا، فإن هذا الوباء لن يكون له تأثير كبير في تخفيف النزاعات والصراعات الإقليمية والدولية.

النزاعات الإقليمية

واعتبر الدكتور ديفيد ماير الأستاذ المشارك في الأمن والدراسات العالمية، في الجامعة الأمريكية بالإمارات، أن أزمة وباء «كورونا»، لن تنهي النزاعات الإقليمية والدولية، بل قد تفاقمها، والدليل على ذلك، تبادل الاتهامات بين الولايات المتحدة والصين، حول المسؤولية عن انتشار الفيروس، والفشل في التصدي له.

وتناول البروفيسور يونغ وانغ مدير مركز الدراسات الأمريكية بجامعة بكين، تجربة الصين في التعامل مع فيروس «كورونا»، وكيف نجحت في احتوائه، مشيراً إلى أن الحكومة الصينية، اتخذت إجراءات صارمة بإغلاق مدينة ووهان، مركز الوباء، ومناطق أخرى.

Email