سوريا.. «أسلحة» متواضعة في معركة «كورونا»

سوريون في أحد شوارع مدينة القامشلي / أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الوقت الذي تسابق دول العالم الزمن للسيطرة على فيروس «كورونا» ومنع انتشاره، يواجه سكان سوريا، في المناطق الثلاث فيها (الحكومة السورية والفصائل الموالية لتركيا وقوات سوريا الديمقراطية)، حالة حرجة، بسبب الإمكانات الصحية المتواضعة في هذه المناطق، وعدم توفر أجهزة تنفس للمصابين إلا ما ندر، حيث استنزفت الحرب المندلعة منذ تسع سنوات، إمكانات القطاع الصحي، فضلاً عن هجرة كبيرة للأطباء وصعوبات الحصول على الأدوية اللازمة، في ظل الصراع الدولي على سوريا.

ويقول المسؤولون في وزارة الصحة السورية، إن الإمكانات المتواضعة والبسيطة للنظام الصحي السوري بعد سنوات الحرب، لا يمكن أن يكون بمستوى المواجهة مع فيروس مثل «كورونا»، عجزت عنه أكبر الدول في العالم.

البداية كانت مع انتشار صور لمركز الدوير الموجود في ريف دمشق، وهو المكان الذي خصصته وزارة الصحة لاستقبال المسافرين لمدة 14 يوماً، ضمن الحجر الصحي، لحين التأكد من سلامتهم، وعدم حملهم لأي عدوى خاصة، وأن غالبيتهم قادمون من الصين أو إيران.

الصور أظهرت سوء المكان الذي كان بالأصل مركزاً لاستقبال النازحين القادمين من الغوطة، بعد دخول الجيش السوري إليها، وتبين من خلال اللقطات المتعددة للمكان وجود عدد من الأشخاص في غرفة واحدة، يصل عددهم للعشرة، كما ظهر الوضع السيئ للحمامات والمراحيض، والتي كان بعضها من غير أبواب، وبعضها الآخر من غير ماء، وذكر أحد الموجودين هناك، أن وسائل النظافة الأساسية الضرورية للوقاية من كورونا، غير موجودة، كصابون التغسيل والكمامات، بالإضافة للقفازات الطبية.

ويذكر شخص آخر، أن قدومهم للمطار بدا مفاجئاً للقائمين على متابعة الإجراءات الصحية، إذ تم فحص حرارتهم، ولم يكن أحد يعلم الخطوات الواجب اتخاذها، علماً بأنهم يعرفون بقدوم الطائرة من إيران، وبعد انتظار حوالي ساعة ونصف، تم نقلهم إلى مركز الإيواء، الذي وصفه بغير المخدم، لا صحياً ولا لوجستياً، بالشكل اللازم، مطالباً بأن تكون إجراءات العزل أكثر صرامة ودقة.

هذا المطلب لا يخفى على أحد، فالفيديوهات المصورة هناك، عكست وجود حالات تجمعات للنزلاء، بالإضافة لتحرك بعضهم من دون كمامات، واعتماد بعضهم الآخر على أساليب بدائية للتدفئة، وساهمت هذه الفيديوهات في تحرك وزارة الصحة، وأعلنت في البداية إجراء خطوات إعادة تأهيل للمكان، من حيث النظافة، وتقليل عدد الموجودين. وأعلن أحد المستثمرين، تبرعه بوضع فندقه الموجود بمطار دمشق الدولي، تحت تصرف الوزارة، ليكون مكاناً للحجر الصحي.

ومع تنامي الخوف من انتشار الفيروس في سوريا، وتحذيرات منظمة الصحة العالمية، حذرت وزارة الداخلية السورية، من اتخاذ إجراءات صارمة ضد كل من يحاول الخروج من المنزل، معتبرين أن هذا أمر يمس الأمن الوطني.

لكن المشكلة التي تشكو منها سوريا حتى الآن، وتهدد البلاد بالوقوع في كارثة وبائية، هي عدم امتلاك إمكانات طبية، فيما تقدم منظمة الصحة العالمية، مساعدات لا ترتقى إلى مستوى الخطر المتوقع.

كلمات دالة:
  • سوريا،
  • كورونا
Email