قصة خبرية

بين شلل الأطفال وكورونا.. ذعر لا يخلو من أمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

بالنسبة للعديد من الأمريكيين تسبب فيروس كورونا في مخاوف مرتبطة بمخاطر الإصابة بمرض لم يكن مسبوقاً في حياتهم. لكن هناك 60 مليوناً منهم، ممن تتجاوز أعمارهم 70 عاماً، شهدوا هذه الحالة من الرعب من قبل، حين أصاب شلل الأطفال صغار السن حول العالم منذ سنة 1916 وحتى اكتشف جوناس سالك لقاحاً ضد المرض في سنة 1955.

وهناك أمور متشابهة عديدة بين «شلل الأطفال» والوباء الذي يحصد اليوم أرواح الكثيرين من كبار السن، ففي الحالتين ثمة خوف من عدو غير مرئي، وعزل للعائلات، وتباعد اجتماعي. تقول سو جراي (84 سنة)، إن أهلنا كانوا قلقين علينا كوننا كنا أطفالاً، واليوم فإن أطفالي هم القلقون بشأني وأنا في هذه السن المتقدمة، حسب صحيفة «يو إس إيه تواداي» الأمريكية. وبسبب فيروس «كوفيد ـ 19» الذي يؤثر في أقوى حالاته على كبار السن، يحرص أهل جراي على إبعادها عن جيرانها في شيكاغو خلال أوقات التنزه في الحدائق المفتوحة.

ذكريات الماضي

وتضيف، إنه حين جاء فيروس كورونا، استدعيت ذكريات الماضي، حين منعنا من الذهاب لحمامات السباحة، ودور السينما، بل فقط البقاء في المنزل. وربما تم استئصال شلل الأطفال من كوكب الأرض اليوم تقريباً، الأمر لم يكن كذلك منتصف القرن العشرين، حيث كان موجوداً بصورة مفزعة.

ذلك المرض الذي يشل حركة ضحاياه، بمهاجمة الجهاز العصبي المركزي بالجسم، كان نشطاً في الشهور الدافئة بالأخص من العام، وربما كان ينتقل بسهولة عبر المياه الملوثة.

وكان تأثير ذلك الفيروس مستمراً خلال تلك الشهور، وكان يختفي ليعاود الظهور مجدداً في الربيع التالي.

وهناك مشاهير أمريكيون أصيبوا بذلك المرض من أبرزهم الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت، وهناك مئات الآلاف من المواطنين العاديين وقعوا فريسة له، وفي منتصف القرن الماضي كان يصيب سنوياً 16 ألفاً ويقتل ألفين من الأمريكيين.

 

Email