فاقمت الأمطار الموسمية معاناة الآلاف من الفارين من جحيم ميليشيا الحوثي في محافظة الجوف اليمنية والذين لجأوا إلى محافظة مأرب المجاورة، حيث اقتلعت الخيام وغمرت الجزء الآخر وسط عجز محلي وعدم اهتمام من المنظمات الدولية.
ورغم أن النازحين في الغالب لم يحصلوا على دعم حقيقي واضطر بعضهم لنصب خيام تقيهم وأسرهم من حر الشمس والغبار بإمكانات بسيطة، إلا أن دخول موسم الأمطار الصيفية أضاف معاناة أخرى أفقدتهم ما كان لديهم من أدوات وفرش وأغطية واقتلعت الخيام البسيطة التي أقيمت هناك من الأقمشة وقطع الخشب وتركوا الآن بدون أي شيء يواجهون كل مخاطر الجوع والأوبئة.
ووفق ما قاله يحيى قمع مدير الإعلام في محافظة الجوف، فإن موجة من الرياح الشديدة المصاحبة للأمطار ضربت المخيمات المخصصة لنازحين الجوف وألحقت أضراراً كبيرة بعشرات الخيام وباتت الأسر في العراء، حيث دمرت الخيام وغرق الأثاث مع غياب تام للمنظمات المحلية والدولية.
وطالب تدخل عاجل من رئيس لجنة الإغاثة، وتشكيل لجنة مستقلة، حول القطاع الإغاثي في محافظة الجوف، لأن هناك أسر في العراء، ومئات الأسر لم يشملها المسح الميداني قائلاً إن بعض اللجان ليس لها صلة بالعمل الإغاثي.
وذكر ناشطون أن الأمطار الغزيرة ألحقت أضراراً كبيرة في المخيم تضاعف من معاناة وآلام النازحين الفارين من إرهاب ميليشيا الحوثي، وجعلتهم وأسرهم بين فكي كماشة البحث عن لقمة العيش ومأوى.
ووفق عدد من المسؤولين فقد ارتفع عدد الأسر النازحة من محافظة الجوف في المخيم المقام في منطقة الجدعان إلى 300 أسرة نصف هذا العدد وصل خلال الأسابيع الماضية بعد اقتحام الميليشيا عاصمة المحافظة والتنكيل بسكانها بسبب موقفهم المؤيد للشرعية، في حين أقامت السلطات أكثر من ثلاثين مخيماً في محافظة مأرب توزعت على مختلف المديريات يزيد عددهم على مليون نازح من بطش الميليشيا.
وكان أكثر من عشرين ألف نازح انضموا خلال الشهر الماضي إلى مخيمات النزوح في مأرب بعد تصعيد ميليشيا الحوثي واستهداف مخيم الخانق في مديرية نهم، ومن ثم اقتحام مديرية الحزم عاصمة محافظة الجوف ما أرغم النازحين فيها وكذا السكان إلى الفرار إلى محافظة مأرب المجاورة.
