تقارير « البيان»

الفلسطينيون.. تقيّد بالإجراءات يبشّر بنجاح محاصرة الفيروس

ت + ت - الحجم الطبيعي

شعب بسيط، يحاول تقليد خطوات شعوب العالم، مع ابتسامات كبيرة على وجوههم، وحكومة فلسطينية تحاول اللحاق بركب التطور، ولكن الإمكانات تمنعها، فيما يقف الشعب ينصت بعناية لمجموعة الإرشادات والتعليمات التي تقدمها حكومته، حول كيفية الوقاية من فيروس «كورونا» (كوفيد 19) في الضفة والقطاع.

لم تترك الحكومة الفلسطينية مكاناً لتجمع كبير من الشمال إلى الجنوب، إلا وشدَّت الرحال إليه، وقامت بتعقيمه ورشه بالمبيدات البسيطة، مقدمة النصائح لجميع القادمين والزوار، للوقاية من «كورونا».

أسباب

وهنا، يبدو أن الشعب الفلسطيني قادر على مواجهة انتشار الفيروس الذي يهدد ملايين البشر في المعمورة، ونجاحهم المتوقع في مواجهة هذا المرض، يعود إلى عدة أسباب:

يقول الكاتب والمحلل السياسي أحمد وادي، إن تحويل حكومة الاحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، إلى كنتونات منفصلة عن بعضها البعض، سهل من محاصرة «كورونا»، ومنعت انتشار الفيروس فور اكتشافه في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، مضيفاً أن المرض يضعف انتشاره في المناطق المعزولة المتباعدة، ولهذا العامل أهمية كبيرة في تقليل فرص انتشاره في فلسطين، رغم صغر مساحتها واكتظاظ سكانها، وما صنعه الاحتلال من تحويل جميع المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة إلى كنتونات معزولة عن بعضها البعض، سهل من محاصرة المرض، ومنع انتشاره فور اكتشافه.

ويضيف وادي «إن مدينة بيت لحم التي انتشر فيها الفيروس، ليست بحاجة لجيش من الأمن، فهي تحتاج فقط لعشرة من عناصر الأمن فقط، كي يمنعوا خروج أي شخص منها أو الدخول إليها، فالمستوطنات تحاصرها، وليس لها سوى مدخلين للتحكم بها، وهذا يسهل على الحكومة السيطرة ومنع انتشار المرض خارج المدينة المصابة، وهذا ينطبق على كل المدن الفلسطينية المحاصرة والمغلقة».

ويشير وادي إلى أن غزة على وجه الخصوص، عبارة عن كنتون بشري مغلق ومنعزل عن العالم الخارجي منذ 14 عاماً، ويصعب دخول أي مريض إليه عبر بوابة رفح أو بوابة بيت حانون، فهو بحاجة إلى رجل أمن واحد وطبيب وممرض وميزان حرارة على مدخل كل معبر، لفحص أي زائر أو عائد إلى غزة، لمنع دخول أي مريض.

ويتفق مع وادي، ضياء جبر مفوض الإعلام في شمالي غزة، والذي يقول: «إن محاصرة (كورونا)، تقوم على فكرة منع الاحتكاك بين أبناء الشعب الواحد، لذا، يجب محاصرة حركة السكان، والإبقاء عليهم في بيوتهم، وهذه فكرة صعبة التطبيق لدى غالبية شعوب العالم.

Email