تقارير «البيان »

سوريا.. سجلات تفقد الأطفال التعليم

ت + ت - الحجم الطبيعي

على هامش الأزمات التي تعيشها سوريا السياسية منها والاقتصادية، ثمة مشكلة أخرى يمكن تسميتها إثبات وجود وقيود لدى الآلاف من الأطفال السوريين الذين لا قيود لهم، ما يجعلهم محرومين من حقوقهم المدنية ومنها التعليم.

قبل عدة أيام تمكنت روان من الحصول على وثائق رسمية لأولادها، وأصبح لهم اعتراف في السجلات المدنية ما يعني إمكانية التحاقهم بالمدرسة كبقية الأولاد مع بداية العام الدراسي القادم، رغم أنها خسرت عاماً كاملاً من التعليم.

روان القادمة من بلدة كفر بطنا في ريف دمشق، تقول إن أول الصعوبات التي واجهتها هو موضوع تثبيت زواجها الذي عقد خلال فترة حصار الغوطة واعتمدوا فيها على ما يعرف بين الناس باسم «كتاب الشيخ»، وهو عقد صحيح شرعاً لكنه غير مثبت ولا تعترف به الجهات الحكومية. وتتابع بأنه أنجبت ثلاثة أولاد خلال فترة الحصار، وبعد استعادة الغوطة من قبل الجيش السوري سعت روان لتثبيت زواجها وتسجيل أولادها لكن ظروفه المادية السيئة حالت دون ذلك، فلم تكن قادرة على تعيين محامٍ ودفع تكاليفه، وتمكنت أخيراً من الاستعانة بإحدى المنظمات التي قدمت لها هذه الخدمة بالمجان، ومنحتها الأوراق التي كانت تحلم بها.

وتختم روان، بأن حلمها القادم هو دخول أولادها للمدارس وحصولهم على التعليم الكافي كي يتمكنوا من تأمين مستقبلهم وتحقيق الذي عجزت عنه.

روان ليست الوحيدة التي تعاني من معضلة تسجيل أولادها، القصة تكررت مع السيدة أم أسامة أيضاً، التي تمكنت من الحصول على أوراق تثبيت لابنها وهو بعمر العشر سنوات، وتقول: «مرّرت برحلة طويلة حتى تمكنت من تثبيته، تضمنت زيارة عدة مناطق وعدة مخافر ومشافٍ، والبحث عن القابلة التي قامت بتوليدها لتجدها بعد عناء طويل»،

الأولاد غير المسجلين في المؤسسات الحكومية السورية، معضلة تواجه آلافاً من السوريين الذين دفعوا فاتورة الحرب، وهم الآن محرومون من الكثير من الامتيازات منها التعليم. في العرف الرسمي لا وجود لهم ولا جنسية، إلا بإثبات عقود زواج والديهم.

 

Email