مغترب مصري في أمريكا.. بين «الكينغ» واللحوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

من قرية غرب أسوان بالنوبة في جنوب مصر ارتحل إلى أمريكا قبل 22 عاماً حاملاً معه بضعة أحلام للمستقبل. وفيق عبد الخالق، بملامحه النوبية السمراء، كان يتحدث على صوت أغاني «الكينغ» محمد منير، التي لا تكاد تفارقه، رغم تغير أماكن عمله، لكنه نشر عدوى عشق منير بين جميع الجاليات التي تتعامل معه.

يعمل عبد الخالق في مجال تقطيع اللحوم، الذي برع فيه، حتى يعتبره زبائنه «فنان اللحوم» لقدرته الكبيرة على التعامل بطريقته الخاصة مع مختلف أنواع اللحوم ولمعلوماته الغزيرة بشأنها، وهي الخبرة التي لازمته في رحلته بأمريكا. لم تنقطع صلته بوطنه الأم، مصر، لكنه اعترف بأنه أحب أمريكا وعاش هذه السنوات بها، متحملاً الغربة عن بلاده، لكن صورة قريته «غرب أسوان» بألوانها الزاهية، لم تفارقه أيضاً، تلك القرية التي تحوز باستمرار المركز الأول كأفضل قرية في مصر.

تزوج ثم عاد ليرتبط بـ«بنت بلده» النوبية، وبعد أن كانت أسفاره لمصر قليلة، بدأ يكثر من زياراته، بعد أن رزقه الله بابنتين.

تنقل في أعمال مختلفة حين قدم إلى الولايات المتحدة وخلال سنواته الأولى بها، حتى استقر به المقام في مجال تقطيع اللحوم، وهو مجال يعرف أسراره وخباياه، حتى صار يعرفه أصحاب المحلات، ويقدرون خبرته الواسعة فيه.

يقول إن أفضل ما في أمريكا هو المعاملة الإنسانية الجيدة، وهذا يظهر في العديد من المواقف ومن بينها أن صاحب العمل لا يحمل العامل أكثر مما يطيق، وأنه إذا ذهب للمستشفى يتلقى العلاج أولاً، قبل أن يكون هناك حديث عن قيمة فاتورة العلاج.

في مقر الجالية النوبية بولاية فيرجينيا يلتقي كل يوم أحد مع رفقائه من أصدقائه النوبيين وتجلب كل أسرة منهم أطعمتهم المفضلة ويتبادلون الأحاديث ودائماً أحوال مصر وأصدقاء الطفولة الرفيق المؤنس في قصص الارتحال.

Email