قصة خبرية

تهاني.. صراع لنصرة المرأة السودانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كرست السودانية تهاني عباس، حياتها لخدمة قضايا المرأة، ولم تُثنها عن أهدافها رياح الانتقاد، وصعوبات المهمة الشاقة في مجتمعات لا تزال المرأة فيها تواجه الكثير من القيود، وأخيراً تم منحها جائزة (مارتن انستيت) لحقوق الإنسان للعام 2020، في جنيف تقديراً لجهودها في مناصرة قضايا المرأة في السودان، فتهاني الناشطة الحقوقية المنحدرة من قرية صغيرة بالقرب من مدينة رفاعة بولاية الجزيرة وسط السودان، أصرت بمساعدة بعض أفراد أسرتها على مواصلة تعليمها، ودرست الأدب الإنجليزي في جامعة جوبا، لم تستسلم بل حددت هدفها بشكل دقيق واتخذت من قضايا المرأة والمدافعة عن حقوقها الأساسية غاية لا تزال تمضي في الوصول إليها، وذلك رغم مسؤوليات أسرتيها الصغيرة والممتدة في سهل البطانة.

عملت تهاني عباس في عدد من المنظمات غير الحكومية السودانية، وركزت بشكل كامل على محاربة العنف ضد المرأة بمختلف أنواعه، وصبت اهتمامها بالرصد والتوثيق لضحايا العنف وتقديم الاستشارات النفسية والمساعدات القانونية للنزيلات في سجون النساء، من خلال دورها وأخريات في منظمة لا لقهر النساء.

تقول تهاني عباس لـ«البيان»، إنها اختارت الطريق الصحيح، ولكن رغم سلامة مسلكها لهذا الطريق واجهتها تحديات جسام، كادت أن تؤدي بحياتي مرات عدة، هذا بجانب رفض ما نقوم به في سبيل المناصرة للمرأة، من قبل المجتمع، غير أنها أكدت أن إيمانها العميق بحقوق الإنسان، لاسيما المرأة جعلتها تتحمل، المعاناة وكل الظروف لمواصلة مشوراها.

وتشير تهاني عباس، إلى أن قضية حقوق الإنسان مسألة إيمان عميق وثابت ومتجذر داخل كل نفس سليمة الفطرة ترفض الظلم وتدافع عن حق الناس.

وأضافت: «هذا طريقي الذي لا أعرف غيره، أنا ريفية، وكل حياتي صراع من أجل الحقوق في التعليم الجامعي والزواج من رجل غريب، وصراع مع العادات والتقاليد المعنفة للنساء، وعدم تساوي الناس في التعليم والفرص».

تقول الصحافية السودانية هند رمضان، لـ«البيان»، إن تهاني عباس من أقوى المدافعات عن حقوق النساء في السودان، عملت لسنوات طويلة ناشطة حقوقية تساعد النساء والطفلات خاصة ضحايا الاغتصاب، ومحاربة زواج القاصرات وختان الإناث.

وتؤكد هند رمضان، أن تهاني ظلت تعمل بشكل مستمر على مساندة بائعات الشاي والأطعمة، وتقدم لهن ورش التوعية القانونية، وساعدتهن على تكوين جمعيات تعاونية يستطعن من خلالها الدفاع عن حقوهن.

Email