استطلاع « البيان»: تدخّلات أردوغان الخارجية تدفع بغليان داخلي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهرت ثلاثة استطلاعات للرأي أجرتها «البيان» على موقعها الإلكتروني وعلى حسابيها في «تويتر» و«فيسبوك» أن أبرز أسباب الاستياء الشعبي في تركيا من الرئيس رجب طيب أردوغان هي تدخلاته الخارجية، وهو ما أشار إليه 79.83 في المئة من متوسط المشاركين في الاستطلاعات الثلاثة، بينما عبر نحو 20.17 في المئة من متوسط المستطلعة آراؤهم في الاستطلاعات الثلاثة أن الاستياء الشعبي من أردوغان في تركيا يرجع إلى فشله الاقتصادي.

وفي قراءة لنتائج الاستطلاعات الثلاثة، أعزى المحلل السياسي إبراهيم كابان حالة الاستياء الشعبي داخل تركيا من النظام الحاكم إلى تلك التدخلات الخارجية، مشيراً إلى أن «النظام التركي أدخل البلاد نفقاً مظلماً نتيجة تصرفات ذلك النظام مع المحيط العربي أولاً، ومع الاتحاد الأوروبي، وكذا بالتزامن مع التنقل بين السياسات الأمريكية والروسية في المنطقة»، فضلاً عن «رعاية النظام التركي للإرهاب ودعمه الجماعات المتطرفة في سوريا (الشمال السوري على وجه التحديد) وأيضاً التدخل في الأزمة الليبية، ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار في ليبيا، وأيضاً محاولة زعزعة أمن الاتحاد الأوروبي، وخلق بؤرة من التوترات مع اليونان وقبرص والاستيلاء على بحر قبرص»، وفق كابان.

إشكاليات كبيرة
وتحدث كابان لـ«البيان» عن مسألة «إقامة النظام التركي معسكرات للاستفادة منها في الحروب الهلامية التي يقوم بها ذلك النظام». ولخص تصريحاته، بالإشارة إلى أن «حالة الاستياء الداخلي التي يشهدها المجتمع التركي، هي نتيجة العلاقات السيئة مع المجتمع الدولي والمحيط العربي، وتدخلات تركيا الخارجية».

أزمات التضخم
أما المحلل الاقتصادي د. حسام عايش فأكد أنّ هنالك استياء شعبياً تركياً وبالذات من المعارضة، فالأوضاع الاقتصادية التركية اقل مما كانت عليه سابقاً، فسعر الليرة التركية آخذ بالانخفاض وهذا يجعل أزمات التضخم تظهر وبالتالي معيشة المواطن تتأثر سلباً، إضافة إلى أن تركيا تعيش حالة من النزاع مع معظم الدول الحدودية وهي تفتعل هذه النزاعات لتوجه اهتمام الشعب نحو الخارج بدلاً من التفكير في الداخل وإلى غاية الآن لم يستطع الرئيس التركي من الاستفادة كثيراً من هذه الأزمات.

من جهته يشير المحلل السياسي د. زيد النوايسة إلى أنه من الصعوبة بمكان الفصل بين التدخلات الخارجية والأزمة الاقتصادية التركية، فالتدخلات التركية الخارجية تركت ارتدادات على الداخل التركي بالضرورة، ولعل أبرز تجلياتها هي في أزمة اللاجئين التي انعكست على خسارة الحزب الحاكم في الانتخابات البلدية الأخيرة بلديات كبرى مثل إسطنبول وأنقرة وغيرها، وخروج قيادات بارزة مثل أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء ومنظر الحزب ووزير الاقتصاد علي باللجان وهو من ارتبط اسمه بالنهضة الاقتصادية الأخيرة في تركيا.

ولكن هذا ترافق أيضاً مع ارتفاع عجز الميزان التجاري وتراجع قيمة الليرة التركية.

Email